علي محمد جارالله يكتب لـ(اليوم الثامن):

الأحلام الكبيرة

 هناك شعارات في الجنوب العربي مثل إستعادة الدولة، و التحرير و الاستقلال، رغم انني ارى إن إستعادة الدولة في الجنوب هدف و شعار جميل، لا يُهم كيف تُسترد، بل يجب ان تطالبوا أن تعود بأي طريقة، ما دام عودتها أكيدة.
في أحد الأيام ناقشني أحد الأصدقاء في نفس الموضوع، و أتهمني ان نصيحتي في إستعادة دولة الجنوب فاشل و لن يتحقق، و لن تعود دولة الجنوب الا بالتحرير و الاستقلال!!.
سألته : ما هو التحرير و الاستقلال؟
فقال : أن نستعيد دولتنا بالكفاح المسلّح، و سنُسلِّح الشعب، و نستعيد دولتنا بالقوة.
سألته : مِن مَن ستنتزعها؟
أجابني: ابناء عدن الابطال مع اخوانهم الساكنين فيها حرّروا عدن، و الكثير من المحافظات الجنوبية، و تم طرد الحوثيين و انصار عفاش من عاصمة الجنوب في 2015م.
سألته: اذاً عن اي تحرير و استقلال تتحدث الآن؟
لم يرد عليا.
قلت له:
أترجاكم ان تفكروا بإيجاد جبهةً واحدة من كل الكيانات الجنوبية بقيادة الإنتقالي للمطالبة بإستعادة دولتكم بالقانون، و تحديد الهدف الجميل بأسس جديدة لإستعادة دولتكم.
...
انا آسف لأنني لم أقصد إثارة صديقي و لكنه انفعل اثناء النقاش، فأنهى كلامه معي بالقول:
"الكبار تكون احلامهم كبيرة"،
فأجبته :
"حتى الدجاجة تحلم ان بيضتها بحجم بيضة الصقر، و لكنها ستجد نفس البيضة مهما حلمت".
الخلاصة:
 
شعار إستعادة الدولة يعني ان يكون لك ارضا و سيادة عليها و شعبا، فالشرعية تعرّت فهي لاتملك ارضاً و لا شعباً و لا حتى سيادة في الجنوب، و من يمتلك الأرض هم الجنوبيون على ارضهم.
ضُعف الشرعية اوقعها في غباء، فهم يعتقدون مادامهم يمتلكون السلطة فهم إذاً الدولة، لهذا فضلوا البقاء في فنادق الرياض مع سلطة وهمية، و تناسوا ان الأرض في الجنوب بيد أبناء الجنوب.
د. علي محمد جارالله