د. علي محمد جارالله يكتب لـ(اليوم الثامن):

حركة "حتم" الجنوبية لا تعني الإستفتاء

أبوظبي

غريب أمر من يطلب من الشعب الجنوبي أن يذهب للإستفتاء حول بقائهم في دولة الوحدة، و هم في الأصل لم يُستفتون في الدخول في تلك الوحدة، إضافة الى ذلك كيف يبقون في وحدة خدعهم الشريك و غزاهم في 1994م و أنهوا الوحدة عمليا لأنهم حولوا الوحدة الى إحتلال صريح، و هم إعترفوا بذلك في مؤتمر الحوار عندما صوتت الأغلبية حينها بأن ما هو قائم ليست وحدة سلمية، و كذلك إعتراف الجنرال العجوز علي محسن الأحمر عراب الإخوان المسلمين في اليمن بأن ما قاموا به كان إحتلالا صريحا  للجنوب.

تُجرى في العادة الإستفتاءات للإقليات داخل دولهم، و الجنوب ليس أقلية بل دولة كانت قائمة و معترف بها دوليا، و أمامنا التجربة المصرية السورية في الوحدة، عندما أحس السوريون ان الضباط المصريين يعاملوهم بفوقية ذهبوا للزعيم الخالد جمال ليشكوه الحال، فقال لهم من حقكم إنهاء الوحدة، و لم يطلب منهم الإستفتاء أو إحتلالهم.

عندما أحتل الشماليون الجنوب في 1994م كانوا يعلمون جيداً ان الشعب الجنوبي لن يرضى بهذه المهانة و الإحتلال و سرقة الثروات، فذهب حاكمهم آنذاك علي عبدالله صالح لإستباق الزمن و إغلاق ابواب الأمل في وجه ابناء الجنوب إذا فُرض عليهم الإستفتاء حول البقاء في الوحدة، فقام بعمل شيطاني و هو إصدار القرار الجمهوري رقم (23) لسنة 1998م و ذلك بإجراء تعديلات في التّقسيم الإداريّ الأمر الذي جعله يدمج مناطق شمالية كثيفة السكان الى الأراضي الجنوبية و منحهم الهوية بأنهم جنوبيون، و أزاح مناطق جنوبية الى الداخل الشمالي،  حتى يتمكن من التّلاعب بالواقع الدّيموغرافيّ فيما إذا طُلب من الجنوبيّين الاستفتاء؛ فبهذه التّغييرات تم للشماليّين ما يتمنوه بأن يصوّت من يسكن في الجنوب ضد إرادة الجنوبيّين، و بالإضافة لهذا القانون تمَّ منح بطاقات هُويَّة لكلِّ الشّماليّين الّذين دخلوا عدن بعد غزو الجنوب في العام 1994م و تمَّ تسجيل مكان الميلاد على بطاقاتهم "عدن"، بعد كلّ هذا الغش يتحدث الشّماليّون عن استفتاء الجنوبيّين حول البقاء في الوحدة، أنّها قمة الكذب و التّدليس.

و من المناطق التي ضمها للشمال محافظة الضالع، و ضم مكيراس للبيضاء الشمالية، و أدخل  (القبيّطه ، اليوسفين ، الهجر هذلان ، كرش) و ضمهما لمحافظة لحج.

الخلاصة:
يجب على اصدقائنا في الإنتقالي إذا فُرض عليهم الإستفتاء أن يضعوا شرطاً تعجيزياً لتنفيذ الإستفتاء و هو الغاء القرار الجمهوري رقم (23) لعام 1998م بقرار جمهوري من مجلس القيادة الرئاسي، و الغاء جميع الهويات الجنوبية التي أعطيت لشماليين بعد 22 مايو 1990م، و عندها يتم الحوار حول الإستفتاء، و دون ذلك لا إستفتاء.

صدقوني يا إخوتي ابناء الجنوب أنه إذا ما توحد أبناء الجنوب و اصبحوا جبهة واحدة تذهب للتفاوض مع من يحكم الشمال على ان يحكموا شمالهم و يتركوا الجنوبيون يحكمون جنوبهم بضمانات إقليمية و أممية لمدة عشر سنوات، ما عدا ذلك سيكون الضغط عليكم اقوى؟

فأرفعوا شعاركم الآن و هو (من يؤمن بالقضية الجنوبية يأتي لنتوحد كفريق واحد و كيان واحد و جبهة جنوبية واحدة).

نصيحة أخيرة لأصدقائنا في الإنتقالي باقي ليوم 14 أكتوبر 20 يوما تقريباً فأنصحكم ان تشكلوا عرضاً عسكريا جبارا للقوات الجنوبية ترهبون به عدو الله و عدوكم.

فأسألوا الله الثبات في الأمر، و العزيمة على الرشد.