محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
تنكرهم للتحالف كتنكرهم لمصر بعد 26 سبتمبر
التأريخ يعيد نفسه ، وسياسة جماعة الاخوان المتمثلة بحزب الاصلاح اليوم هي نفس سياسة الجماعة التي انتهجتها بعد قيام ثورة 26 سبتمبر عام 19962 .
تعامل حزب الاصلاح اليوم ضد التحالف العربي المتمثل بالسعودية والإمارات من حيث الادعاء بأنه محتل ومنتهك للسيادة والمطالبة برحيله ، والسعي نحو تعبئة شعبية يمنية ضده من احتجاجات وإعلام وغيره ، هو نفس التعامل الذي انتهجته الجماعة ضد مصر بعد قيام الثورة مباشرةً .
هذا هو ديدن جماعة الاخوان وهذا هو نهجهم ، استغلال اي وأي ثورة بما يحقق دولة للجماعة وليس دولة لذاك ، مالم فهي ضد اي مكون وضد من يقف خلف تلك الثورة ويدعمها ويساندها .
بعد قيام ثورة 26 سبتمبر مباشرةً كانت جماعة الاخوان تريد ان تسيطر على نظام الدولة ويكون الرئيس تابعاً لها ، رغم ان مشاركة الجماعة كانت ضئيلة في الثورة من حيث وجود عناصر قليلة يتبعونها كالزبيري الذي اقتصر عمله شعراً والقاضي الارياني ، وكان بقية الثوار وشهداء الثورة لا يتبعون الجماعة كعلي عبدالمغني والسلال وصبرة وغيرهم .
صعود السلال لرئاسة الدولة أغضب الجماعة ، مما جعلها تسعى لمحاربته ومحاربة الثورة بنفس الوقت من حيث المطالبة برحيل القوات المصرية والتدخل المصري .
بعد قيام ثورة 26 سبتمبر سيطرت الجمهورية على صنعاء وانتقلت الثورة لمرحلة الدفاع وبسط الجمهورية في كل اليمن الشمالي ، ولكن جماعة الاخوان اتجهت نحو سياسة لجر انصار الثورة للخلاف الداخلي بما يغض النظر عن المناطق المناهضة للجمهورية التي لازالت تدين للامامة ومن داخلها تحدق الاخطار نحو صنعاء واستعادتها لحضن الامامة بما يقضي على الثورة .
في حين كان الثوار يدافعون عن الثورة في فترة ما بعد تأريخ 26 سبتمبر ، كان الاخوان في مرحلة استغلال لتوسيع تنظيمهم داخل سلك الجمهورية والانشغال بتحريض الشارع الجمهوري ضد مصر بمبررات انها منتهكة للسيادة وغيرها .
لم تراعي جماعة الاخوان اهمية مصر وتضحياتها ودورها ، حيث انها شاركت بسبعين الف جندي واستشهد منهم خمسة وعشرون الفاً في اليمن ودعمت بالاسلحة ولولاها لما نجحت الثورة .
ايضاً كانت مصر تدرك اهمية بقاءها في اليمن ودعمها للثورة حتى تسيطر الجمهورية بقوة على كل المناطق الشمالية ، إذ لو انسحبت مصر بعد الثورة مباشرة لعادت صنعاء لحضن الامامة وانتهت تلك الثورة .. بينما كانت مصر تدرك انها جاءت ووقفت مع هذه الثورة من أجل اقامة دولة لكل اليمنيين وليست دولة لجماعة الاخوان ، بالاضافة إلى ان خلاف جمال عبدالناصر مع الاخوان في مصر بعد ان كان في البداية يميل للتعاون معهم في ايجاد دولة مصرية قوية لها دورها نحو الجميع إلا انهم التفوا عليه وحاولوا اغتياله ليسيطروا على الانجاز الذي قدمه ويحولوا المشروع لخدمة الجماعة لوحدها مما جعلهُ يقول قولته المشهورة الاخوان كالهم أمان ، هو الذي جعله يتنبه لخطر الاخوان في اليمن بعد 26 سبتمبر ويجعل التواجد المصري لحماية رجال الثورة كالسلال ومن معه من مشروع الاخوان وحماية الثورة نفسها من عودة الامامة.
ما يقوم به حزب الاصلاح اليوم من تحريض ضد التحالف العربي واثارة السخط تجاهه والمطالبة برحيله ، هو نفس ذلك النهج للجماعة بعد 26 سبتمبر ، ونفس الهدف ونفس الأسباب ... تفاصيل أكثر في مقالات لاحقة.