محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):

يجب أن يعتذر السفير السعودي للعصافير

لو همينا العصافير ماذرينا دخن .
مثل يمني داخلي ظننت ان الذي نشره مغرداً رجل من قريتنا وليس سفير دولة شقيقة .
وكما هو معلوم ان هذه التغريدة للسفير السعودي لدى بلادنا محمد آل جابر ، لم تكن مجرد منشور عابر يستعرض احد الامثال اليمنية ، ولكنها رد ورسالة موجهة ، ومع ان السفير استخدم هذا المثل ليكون رد مبهم لم يفصح بمن يقصد ، إلا انه اخطأ واصاب بأستخدامه في نفس الوقت ، كما ان الواقع يوضح ما هي مقاصد السفير ومن هي الاطراف التي يعنيها .

أخطأ السفير وأصاب .
وخطأه يكمن في تشبيه من يقصدهم بالعصافير ، وهذا ظلم كبير لهذا النوع من الطيور ، فالعصافير لونها جميل واصواتها جميلة فهي تغرد في الصباح الباكر ، ومنها منافع فبعضها يؤكل لحمها ، أما الذين يقصدهم السفير لم يتشابهوا مع العصافير في أي صفة ، والتشبيه المناسب لهم يكمن في الغربان النوع من الطيور التي ليس لها لون جميل ولا صوت جميل ولا لحمها مفيد وليس لها قدرة على ان تصطاد ، وكما قال الشاعر :
إذا نطق الغراب فقال خيراً
فأين الخير من وجه الغراب.
فكان الرد المناسب هو الاستدلال بالمثل اليمني واستبدال كلمة العصافير بالغربان ليكون "لو همينا الغربان ما ذرينا دخن" مع التوضيح للتغيير في المثل الأصلي.
أما صوابية استخدام السفير السعودي لهذا المثل ، تكمن في اختياره مثل يمني وعدم اختيار مثل عربي او غيره ، واختياره المثل اليمني يعني أن اليمن والواقع اليمني هو من يرد على تلك الابواق الإعلامية التابعة لأطراف داخلية هي في الأصل أدوات لأطراف خارجية ، فالسفير يتكلم بلسان اليمن الذي يقول لو همينا أدوات قطر وإيران ما تحالفنا واتحدنا مع السعودية الشقيقة وجئنا بالتحالف العربي .

من يقصد السفير ؟
لم يصرح السفير السعودي بالقصد من تعبيره بهذا المثل ، وهو ما جعل الأمر مبهماً يبعث عدة تساؤلات ، إلا ان الواقع يكشف المبهم ، من خلال التطابق مع الميدان ، فالواقع يؤكد ان القصد هو رد موجه ورسالة من السفير السعودي لمطابخ حزب الاصلاح وميليشيات الحوثي ، حتى وان كان السفير السعودي لم يقصدهم فالواقع ينطبق على هؤلاء الاطراف.
مطابخ الحوثي وحزب الاصلاح الإعلامية تتحد في مهاجمة التحالف العربي والسفير السعودي .
قبل تغريدة السفير السعودي بهذا المثل ، كان هناك حملة اصلاحية حوثية متحدة في الهجوم والتشبيه والاستهداف للتحالف العربي ، وبعد تغريدة السفير كان هناك ردة فعل من قبل تلك المطابخ نفسها والتي ادعت انه اهانة لليمن وتحدي لليمنيين محاولة تجييره بما يخدم اهدافها الإعلامية الساعية لأثارة الشارع اليمني ضد التحالف العربي بما يتسنى ويفتح المجال لمشاريع قطر وإيران ان تثبت اقدامها في اليمن.
التعبير بهذا المثل من قبل السفير هو في الأصل يظهر التحدي اليمني المتمسك بالتحالف العربي  لتلك الأدوات التابعة للتحالف الإيراني القطري التركي ..  ولو همينا الغربان ما ذرينا دخن.