محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
رؤياهم لهيلاري وليس لخالد بن الوليد
في عام 2011 ، صرح بعض قادات حزب الاصلاح في ساحة الاعتصامات ، أنهم رؤوا خالد بن الوليد جاء إلى ساحاتهم مؤيداً لهم ومشجعاً ومناصراً ومشاركاً معهم .
لكن تسريبات وزيرة خارجية أمريكا السابقة التي كشفت عن تواصل واتفاق حزب الاصلاح معها لمساندتهم في اليمن ، توضح ان تلك الرؤيا المزعومة لم تكن لذلك الصحابي الجليل ، وإنما لهيلاري وزيرة الخارجية الأمريكية .
ما أسوأ ذلك التيار أو تلك الجماعة التي ترتدي لباس الدين لتستخدمه فيما يخدم اهدافها ومصالحها ، فتكفر من تشاء وتكذب كيفما تشاء وتدعي بإسمه كيفما تشاء ، فهي في هذه الحالة أخطر على الدين والأوطان من التيارات الأخرى .
رمى حزب الاصلاح خلف ظهره بالنصوص الصريحة التي تحرم الخروج على طاعة ولي الأمر وشق الصف ومن اهان السلطان اهانه الله ، واختلقوا آكاذيب رؤيا في المنام مساندة الصحابة لهم ، وذلك من اجل ان يستخدموا الدين كعامل لدفع الشارع الشعبي معهم.
أثناء احداث ما يسمى ثورة الشباب في اليمن ، دعاني احد الاصدقاء لوجبة غداء بعد صلاة الجمعة ، وأثناءها فتح قناة سهيل التي تبث خطبة الجمعة في صنعاء بساحة الاعتصامات التي كانت تطول خطبة الجمعة عندهم على محافظة إب ، وإذا بالخطيب يقول بالحرف الواحد ، إن المؤتمريين سيكون مصيرهم جهنم وساءت مصيرا.
كان بجانبي احد من مناصري تلك الثورة ، قلت له اما سمعت خطيب ساحتكم كيف يحكم على المؤتمريين بدخول جهنم.
قال لي يمكن ان هناك آية قرانية تقول هكذا .
ضحكت وقلت له أنا اقرأ القرآن جيداً وليس هناك آية هكذا ، وعندما نزل القرآن لم يكن هناك احزاب .
رد عليا وقال إلا هناك احزاب وتوجد سورة الاحزاب في القران .
قلت له تلك السورة تقصد بالاحزاب القبائل التي اجتمعت على الرسول في الخندق وليس الاحزاب السياسية المؤتمر والاصلاح عندنا .
لم اكن اعلم ان ذاك الحكم بدخول جهنم الذي حكم به ذاك الخطيب ، جاء به من قران هيلاري ، الذي يقتضي على دخول المؤتمريين النار ودخول هيلاري وحزب الاصلاح جنة الفردوس وعليين مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
لا تستخدم الدين ضد من يختلف معك سياسياً او إعلامياً ، استخدمه فقط ضد من يختلف معك عقائدياً .
الحكم على أي طرف مسلم بالنار والجزاء الاخروي دون وجود أدلة صريحة تحدد صنف المجزي والجزاء ، يعتبر تدخل في صلاحيات الله عز وجل الذي هو وحده من يحكم على البشر ويعاقبهم .
33 سنة وصالح والاصلاح طيزين بسروال واحد ، يتقاسموا السلطة سوياً ، وعندما اختلف الاصلاح معه واتجهوا لاسقاطه في عام 2011 ، ارادوا اغتياله داخل بيت الله عزوجل وهو يصلي الجمعة .
بعد حادثة جامع النهدين تناقشت مع بعض شباب الاصلاح مستنكراً استهداف الرجل داخل المسجد ، وعلى الاقل كانوا يراعوا حرمة بيوت الله ، فرد عليا أحدهم قائلاً سهل المسجد سوف نبني مسجد بدله .
لم يراعي ذلك الحزب الاسلامي أدب الدين والسنة نحو بيوت الله كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام عند فتح مكة وجعل من دخل المسجد كان آمناً ، بل لم يتعامل مع تنفيذ الاغتيالات كما يتعامل اصحاب الديانات الأخرى كبني إسرائيل الذين لم يغتالوا احمد ياسين داخل المسجد وانتظروه حتى خرج منه بعد اكمال الصلاة.