محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
من يغذي نار المناطقية في الجنوب ؟
الثقافة المناطقية والتعصب المناطقي يعد أكبر عائق امام تحقيق الاستقرار في المجتمع وامام نجاح مشروع الدولة ان لم يكن عائق لوجوده ، فهو ينشر الكراهية ويقود للتعصب الأعمى ويشعل الاحقاد ويقود إلى صراع إعلامي ودموي.
في الجنوب كان هناك صراع مناطقي قبل الوحدة قسم الجنوب إلى فريقين الضالع وأيين و تسبب في الكثير من الاحداث ، وبعد الوحدة انتهت تلك الثقافة المناطقية ، إلا ان الاخطاء التي مارستها تجاه الوحدة تلك الاطراف المناطقية المتمركزة بشمال اليمن ، اوجدت ثقافة مناطقية في الجنوب تفرق بين الشمالي والجنوبي .
بعد قيام الانقلاب الحوثي واندلاع الحرب وتمركز الدولة في الجنوب ، عادت تلك الثقافة المناطقية الجنوبية الداخلية بقوة وعاد الصراع المناطقي بين الضالع وأبين من جديد.
هذا الصراع المناطقي يوضح ان الجنوب اذا انفصل سيعود للاتجاه نحو صراع مناطقي داخلي ولن يستقر ولن ينجح فيه أي مشروع دولة .
الثقافة المناطقية بقدر ما هي كارثة على الجنوب ، بقدر ما هي إساءة للجنوبيين أنفسهم .
لم تعد الوحدة خطر على الجنوبيين ، ولكن الجنوبيين هم الخطر على انفسهم ، وثقافتهم المناطقية اذا جعلتهم صعب ان يتوحدوا مع غيرهم ، ستجعلهم صعب ان يتوحدوا مع أنفسهم .
كانت مناطقية الشمال المتمثل بالمنطقة ذات الثفافة الزيدية ، هي سبب اغلب مشاكل اليمن واخفافات الدولة .
وقادتهم للاختلاف فيما بينهم بعد ان كانوا توحدوا ضد الجميع .
ابناء الجنوب اليوم يجب ان يوحدوا صفوفهم ويتخلوا عن التعصب المناطقي حتى يظهروا بشكل افضل من غيرهم ، لا بشكل أسوأ من أولئك .
لن يستفيد من الصراع المناطقي في الجنوب سوى أولئك الذين يريدون ان يستخدموا هذا الصراع فيما يخدمهم ويمهد لعودتهم او تمكين اقدامهم كالمشاريع المدعومة من قطر والممولة من إيران .
ليست مشكلة ابناء الجنوب اليوم بالوحدة او بالأنفصال ، ولكن مشكلتهم بالثقافة المناطقية والصراع المناطقي ، وعندما يتخلون عنها ستكون كل الحلول موجودة وسهلة ويسيرة ، وان لم يكفوا ويترفعوا ، سيظل من الصعب ان يصلوا لحل .