علي محمد جارالله يكتب لـ(اليوم الثامن):
غباء الحمير أحياناً
يحكى ان كاهن فرنسي أسمه جان بوريدان كان يملك حماراً، و كان الحمار يعاني من الجوع و العطش الشديدين في نفس الوقت.
وضَعه صاحبه الكاهن على مسافة متساوية من مكانين أحدهما فيه الماء، و الثاني فيه الغذاء، و كان الهدف من الكاهن ان يفهم قمة ذكاء الحمار، و كانت النتيجة عندما يقترب الحمار من الماء يتذكر انه جائع، فيذهب للأكل، و عندما يصل للأكل يتذكر انه عطشان و يذهب للغذاء.
مات الحمار من التذبذب و مات بلا أكل و لا ماء.
تردٌد الحمار و ليس غبائه هو من أهلكه، فلم يعرف تحديد أولوياته، و لم يتخذ قراراً حازماً عن ما هي اولوياته..!!
...
تردد و تذبذب جماعة الإصلاح في الشرعية في مفاوضاتها مع الإنتقالي سببها انها لا تعرف كيف تتفق مع الانتقالي على بدء تنفيذ الاتفاقية، و تقول للتحالف من هنا نبدأ.
الشرعية و ممثليها في المفاضات لديهم عقدة أزلية كما هو مبدأ الأخون المسلمين يريدون البدايات تكون صفرية، و ينتهون بنهايات غير محددة.
وقّعوا على إتفاقية الرياض، ثم تراجعوا و طالبوا بتعديل تسلسل البنود ليصبح البند العسكري أولاً، و بعد ضغط التحالف يرضخون، ثم يتباطأون ثم يقبلون بتعيين محافظاً لعدن، ثم يضعون امامه العراقيل، ثم يطالبون الإنتقالي بتسليم السلاح، و يأتيهم السؤال الصاعق لمن نسلمه؟ يقولون للشرعية، قمة السذاجة، كيف للإنتقالي ان يسلم سلاحه للجيش الذي يحاربه و يحشد قواته لإحتلال عدن.
فلسفتهم هذه و ترددهم و تذبذبهم ستجعلهم يخسرون و ينتهون كما انتهى الإخونج في مصر و السودان و تونس و ليبيا، و قريباً في اليمن.
الخلاصة:
ــــــــــــــــــــــــــ
قال إينشتاين:
الغباء هو فعل نفس الشيئ مرتين بنفس الأسلوب و نفس الخطوات، و تنتظر نتائج مختلفة..!!
د. علي محمد جارالله