حميد طولست يكتب لـ(اليوم الثامن):
ماذا أقول في تأبين المجاهد الكبير والوطني الصادق عبد الرزاق افيلال؟
لم يكن الذي غادرنا الى دار البقاء من الأشخاص العابرين لدنيا البشر عبورا عادياً ، وكان رحمه الله مثالا للذين يرفضون إلا يكون مرورهم دون أثر طيبة أو منجز باهر يخلد أسماءهم ، الذين من بينهم وبإمتياز رمز نقابة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب الراحل أستاذي ومعلمي المجاهد الكبير والوطني الصادق عبد الرزاق افيلال، الذي أبى إلتاريخ إلا أن يسجل اسمه في سجل الخالدين.
وترسيخا لثقافة الاعتراف والعرفان ووفاء لروح الفقيد ، وإحياء لذكراه التي لا يمكنني مهما أوتيت من بلاغة وحسن التصوير أن أوفيه حقه فيها ، والإحاطة بالمناقب والسلوكيات والصفات الحميدة التي بصم بها التاريخ النقابي والسياسي الوطني والدولي ، سواء في فترة الكفاح ضد المستعمر أو في مرحلة بناء المغرب المستقل- إبان العواصف السياسية التي هبت على المغرب، مع إنتشار المد الإشتراكي بزعامة الإتحاد السوفياتي – من خلال نضالاته في حزب الاستقلال ونقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب ، التي كان أحد مؤسسيها رفقة كل من هاشم أمين ومحمد الدويري ومحمد الخليفة، في عام 1964، وأصبح أمينا عامًا لها بعد هاشم أمين ، منذ ستينيات القرن الماضي ، الذي عرفت فيها نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغربتجذرا في الحضور وتجددا في الروحهوسموا في النضال والوطنية ، في ظل أدارته لمجالاتها بمعرفة وإتقان فائقين ودهاء عظيم وقفزات خارقة ، التي استمرت آثارها البالغة الأهمية إلى حدود السنوات الأولى من الألفية الجديدة ، والتي جرت عليه ويلات الصراعات والحروب التي شنها عليه كل من عباس الفاسي وشباط من أجل “الإستحواد” على الاتحاد العام للشغالين بالمغرب- لإقتناعهما بأنه التيار القوي داخل حزب الاستقلال والمحرك الأساسي للميدان السياسي عامة - الويلات التي كانت أشد قسوة عليه من قساوة نفي الفرنسيين له من عام 1949 إلى عام 1950 في منطقة الصحراء، بسبب جرأة مواقفه السياسية القوية اتجاه الوحدة الوطنية للبلاد، ودفاعه المستميت على حقوق الشغيلة عامة والمعلمين على وجه الخصوص.
أليس حريا بمن كانت هذه أخلاقه أن يُسجل اسمه في سجل الخالدين ، ويحق لعينه أن تقر بذاك التخليد في ذاكرة الوطن بما عمل وقدم وضحى وأسداه من خدمات لوطنه! ورحم الله الفقيد رحمة واسعة وألهم ذويهم الصبر والسلوان والى جنات الخلود التي هو أهل بنعيمها ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.