محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
الحوثي والصراع بين حاشد وبكيل (2-3)
تلك الاخطاء التي تم ارتكابها من بعد قيام ثورة 26 سبتمبر حتى قيام الانقلاب الحوثي ، وأدت لوجود صراع بين قبيلتي حاشد وبكيل وهو ما أستثمره الحوثي لتحقيق انقلابه وسيطرته ، هي نفسها الاخطاء التي يتم ارتكابها اليوم وتقف ضد توحد حاشد وبكيل ضد الحوثي ، وهذا ما يجعل الأحرى لأولئك الذين ينادون لتوحد القبائل ضد الحوثي ان يعترفوا أولاً بتلك الاخطاء التي ارتكبوها سابقاً ويكفوا عن ممارستها اليوم ، أما أنهم يريدون توحيد القبائل ضد الحوثي في ظل ممارستهم للأخطاء التي تعيق ذلك ، فهذا ليس إلا بمثابة ضحك على الدقون وذر الرماد على العيون.
ثلاث جهات تقف وراء انتاج الصراع بين قبيلتي حاشد وبكيل .
الجهة الأولى : حزب الاصلاح.
بعد قيام ثورة 26 سبتمبر اتجهت جماعة الاخوان حزب الاصلاح حالياً ، إلى ان يجعلوا آل الاحمر قبيلة حاشد ، هم الحزب وهم الدولة وهم قادة كل مشائخ اليمن .
فجعلوهم قادة للحزب وسخروا قواعد الحزب انصار لهم .
وجعلوهم من يديروا ويستحوذوا على نصيب الحزب في الدولة وسعوا نحو تحقيق مشروع دولة كاملة يكون آل الاحمر قادتها.
ووفروا لهم الاموال الكبيرة ليجعلوهم اكبر رجال الاعمال وتجار اليمن .
وسعوا نحو ضم بقية القبائل الاخرى كبكيل وغيرها ليجعلوها تحت نفوذهم ، واستخدم الاصلاح ذلك من خلال تأطير بعض رموز القبائل التابعة لبكيل واصبحوا كقيادات تابعة للحزب وكمشائخ لبعض قبائل تتبع بكيل وجعلوها تدين لآل الاحمر ، بالاضافة إلى قيام حزب الاصلاح بمحاولة فرض بعض شخصيات كآل لحوم الموالين للحزب وآل الاحمر لتكون متولية زمام مشيخ بكيل لتجعل القبيلة بكلها تحت امرة حاشد وآل الاحمر إلا ان ذلك فشل بسبب التفاف قبائل بكيل حول الشيخ الشائف باعتباره شيخ مشائخ القبيلة والرجل الأول في القبيلة كلها.
الجهة الثانية : الدولة .
عندما تولى الرئيس السابق صالح الحكم ، وتقاسم السلطة مع الاخوان الذين جعلوا آل الاحمر في هرم نصيبهم ، اصبحت الدولة بمظهر قبيلة حاشد الحاكمة ، واصبحت الجمهورية جمهورية حاشد ، وكان هناك دعم لتمكين من ينتمي لحاشد ونوع من الاقصاء لبكيل وتهميش رموزها ، وهذا خطأ اشترك فيه صالح وآل الاحمر وأثر على مشروع الدولة .
وعندما اختلف صالح مع آل الاحمر كان بمثابة انقسام لقبيلة حاشد وظهور الصراع بين القبيلة والدولة ، لتظهر أزمة عام 2011 بمحاولة القبيلة ان تصبح دولة أي آل الاحمر كما وصف محمد حسين هيكل .
الجهة الثالثة : آل الاحمر .
فممارساتهم الاستحواذية ومصادرتهم لكل شيئ وسعيهم لتهميش من ينتمي لبكيل وعدم تقديمهم لأي خدمات لمناطقهم ومحاربتهم لأي شخصية تحاول ان تظهر في حاشد ، كان سبباً لايجاد صراع داخل حاشد وصراع لحاشد مع بكيل .
عندما اختلف صالح مع آل الاحمر واظهروه بأنه من آل عفاش وليس منهم ، صب ذاك الخلاف في مصلحة صالح وجعل قبائل من حاشد ومن بكيل تقف معه نكاية بحزب الاصلاح وآل الاحمر .
عندما هجم الحوثي على ال الاحمر استطاع ان يسيطر بسرعة ، والسبب يعود لوقوف قبائل من حاشد وبكيل معه نكاية بآل الاحمر.
لو كانت حاشد موحدة لما سقط ال الاحمر بهذه السهولة ، ولكان لاخطاءهم جعلوا حتى قبيلتهم تقف ضدهم .
اليوم تلك الاخطاء يتم ممارستها .
فحزب الاصلاح لازال بتلك العقلية السابقة ، فهو يسعى لتمكين قبيلة حاشد وآل الاحمر ويعمل على هذا الاساس من خلال مد نفوذها داخل الدولة لتشمل محافظات وسط اليمن وغربها وشرقها وجنوبها.
الدولة الشرعية من خلال وجود علي محسن الاحمر نائب للرئيس يظهرها بأنها مجرد تقاسم بين الرئيس هادي وقبيلة حاشد .
وهذا ما يجعل القبائل تفضل البقاء مع الحوثي افضل من ان تساند استعادة دولة لقبيلة حاشد .