محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
حتى لا يكون تشويه عدن خدمة للحوثي في صنعاء
السيئون موجودون في كل مكان ، في الشمال والجنوب وفي صنعاء وعدن .
ليس كل أهل عدن شياطين وليس كل أهل صنعاء ملائكة.
وفي كل الحالات السيئ لا يمثل إلا نفسه ، ولا يحق ان ننظر للجانب السيئ للبعض لنطلق عملية تعميم لشيطنته عندما نقارنه مع الاخر الذي نطلق عليه عملية الكمال ونجعله بمثابة ملك منزل من السماء .
صحيح هناك اخطاء ارتكبت في عدن بحق ابناء الشمال ، ولكن هناك اخطاء من قبل ارتكبت في حق ابناء الجنوب من قبل القوى المتمركزة في صنعاء ، وفي كل الحالات تلك الاخطاء لا يتحمل وزها أبناء الجنوب ولا أبناء الشمال ، وانما من ارتكبوها .
غالبية ابناء الشمال يكنون كل الحب والتقدير لأبناء الجنوب ، وغالبية ابناء الجنوب يكنون كل الحب لأبناء الشمال ، وما يتطلب من الجميع هو ان يعرفوا ان تلك الاخطاء السابقة واللاحقة مستنكرة ومرفوضة من الجميع وتصحيح الخطأ لا يكون بارتكاب خطأ آخر ، وانما بالتعاون الايجابي لرفض الخطأ أينما وجد وازالته ليتسنى فتح صفحة جديدة مفعمة بالحب والتسامح واغلاق صفحة قديمة مثخنة بالاحقاد والجراح.
ما يجب ان نفهمه هو ان الحوثي بعد دحره من عدن والجنوب ، اتجه نحو تشويه الجنوب من خلال اظهارهم بالشكل المسيئ لغيرهم ولبعضهم ، واظهار صنعاء بمثابة الجميلة مع بعضها ومع ابناء الجنوب ، وهذا ما جعل التصرفات من قبل بعض الطائشين في الجنوب تجاه ابناء الشمال تخدم الحوثي ، وجعل ذلك الاستنكار من قبل الجنوب والاستدلال بأفضلية صنعاء على عدن يخدم الحوثي أيضاً ، وجميعهم اصبحوا يخدموا الحوثي بقصد او بدون قصد.
أكثر من نسبة 95% من ابناء عدن يحملون كل الحب والتقدير لأبناء الشمال.
لدينا الكثير من الاهل والاقارب يعيشون في عدن ويحظون بتعامل طيب ويعيشون وكأنهم بين اهلهم.
من باب الانصاف اذا تحدثنا عن السلبيات ان لا نغفل عن الايجابيات
إذا كان هناك تصرفات خاطئة بحق ابناء الشمال في الجنوب في ظل معركة الحرب ، فهناك فضل كبير للجنوب وابناءه على ابناء الشمال والشمال بشكل عام ، وذلك من خلال تضحياتهم ومشاركتهم في تحرير الشمال وتقديمهم دماءهم وارواحهم في الحديدة وتعز ودورهم في دحر الحوثي واستقبال ومناصرة كل الفارين من كهنوته في الشمال.
تسامت عدن فوق الجراح وضربت ارقى مثل في الاخلاق بتعاملها مع صنعاء.
فبعد أن اتخذ الحوثي صنعاء كمنطلقاً لهجومه على عدن متحالفاً مع صالح في بداية الحرب ليلحقوا خسائر كبيرة في عدن بالأرواح والممتلكات .
وبعد ان اختلف الحوثي مع صالح في صنعاء فتحت عدن ابوابها لأنصار صالح وكانت لهم مأوى وسنداً وتناست ما فعله اولئك بها عندما كانوا متحالفين مع الحوثي ، هذه هي اخلاق الكبار وهذا هو دور عدن تجاه الشمال والشماليون فلا تتجاهلوه .