محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):

الارهاب واضعاف القبيلة أمام الحوثي

رغم ان كلاهما ارهاب ، تنظيم الحوثي الخاص بالسلالة الهاشمية والتابع لإيران ، والتنظيمات الارهابية الاخرى كداعش والقاعدة وغيرها ، إلا ان الحوثي بتبعيته المعروفة لإيران ذات الوجود السياسي واتخاذه بعض خطوات كسب تأييد الموقف الدولي ضد البقية ، بالاضافة إلى ان الحوثي استطاع اقناع الغرب ان شعار الموت لأمريكا شعار سياسي ويتضمن الموت الثقافي فقط ، وفي الوقت الذي استطاع الصاق تهمة الاغتيالات التي حدثت داخل صفوفه بالقاعدة وداعش ليظهر ان تلك التنظيمات تتحد في استهدافه واستهداف مصالح أمريكا ، استطاع ان يجعل هناك نوع من التغاضي الدولي نحوه ودعمه بحجة محاربة التنظيمات الارهابية الاخرى.

لسببين أثنين
الأول : الجهل داخل بعض المجتمعات القبلية وعدم وجود الوعي.
الثاني : العرف القبلي الذي يقتضي وقوف القبيلة مع أي من ابناءها حتى لو كان مجرم وحمايتها لكل من يأتي إليها سواءً كان ارهابي او غيره.
وجدت التنظيمات الارهابية كالقاعدة وداعش ان بعض المجتمعات القبلية في اليمن ، بيئة مناسبة لترعرع افكارها وتعزيز قوتها مما سيجعلها تحقق اهدافاً في الداخل اليمني وتتجه نحو الجزيرة العربية والشرق الأوسط ، فتسللت لتلك المجتمعات وانطلقت لتنفيذ انشطة لفتت الرأي الداخلي والخارجي وولدت استنكاراً كبير محلي ودولي ، وأساءت بنفس الوقت للمجتمع اليمني وللقبيلة اليمنية.

بقدر ما كان هذا النشاط الارهابي داخل بعض المجتمعات القبلية كسبب لتقديم دعم سياسي دولي كبير للحوثي استخدمه كوسيلة خداع استطاع من خلالها الانقلاب على الدولة والجمهورية ويجعل قبضة الحكم في صنعاء للسلالة الهاشمية وهو ما يعتبر اضعاف للقبيلة اليمنية .
بقدر ما كان هذا النشاط سبباً لانقسام القبائل اليمنية.
فاستنكار بعض القبائل اليمنية للأنشطة الارهابية التي تنطلق من داخل قبائل اخرى ، جعلها تقف مع الحوثي وتسانده بحجة الوقوف ضد الارهاب ، واصبحت تتصور حينها في بداية الانقلاب ان من لم يقف مع الحوثي ليس إلا ارهابياً وداعشياً ، بل ان هذا منع تواجد توحد قبلي في بداية الانقلاب لصد الحوثي للدفاع عن الجمهورية ، فسقطت الجمهورية والدولة بحجة محاربة الارهاب  ولم يسقط الارهاب انما حل محلها الارهاب الحوثي .

الأمر الآخر ان منهج الحوثي الذي يطعن في عائشة زوجة النبي عليه الصلاة والسلام وغير ذلك من المعتقدات التي تسيئ لبعض الصحابة رضوان الله عليهم ، كان سبباً لوجود التطرف داخل بعض القبائل اليمنية التي احتضنت بعض عناصر ارهابية نكاية بالفكر الذي يغذيه التنظيم السري داخل السلالة الهاشمية .
ففكر الحوثي الارهابي المتطرف داخل الهاشمية هو سبباً لايجاد افكار متطرفة آخر في بعض مجتمعات القبائل اليمنية ، ومن هنا نكتشف علاقة التطرف بإنشاء تطرف آخر .

ما نريده اليوم هو ان نجعل القبيلة اليمنية ذو موقف موحد ضد الارهاب والتنظيمات الارهابية كلها الحوثي والقاعدة وداعش وغيرها ، فجميعها ضد الدولة والجمهورية كون كل طرف منهما لديه مشروع دولة خاص به مفصل بشكل الولاية الهاشمية وولاية الخلافة وغيرها وكلها تتعارض مع الدولة اليمنية الممثلة للقبائل اليمنية وكل اليمنيين.