عبدالواسع الفاتكي يكتب لـ(اليوم الثامن):

اليمن اليوم !

ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍليمنيون حتى الآن ، ﻭﺿﻊ حد لحروبهم ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ أرضهم ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ، ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ لهم ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ، ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ، ﺣﻮﻟﺖ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ، ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ، لقد ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﻩ  ﻭﺑﻘﻲ ﺍلمضمون والجوهر ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ، ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ ﻭﺍﻻﻫﺘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﺘﺎﻡ، ﻭﺯﻋﻤﺎﺀ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﻭﻛﺘﻞ ﻟﻢ ﻳﺤﺴﻨﻮﺍ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻻﺟﺘﺮﺍﺡ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ، ﺗﺨﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ، ﻭﻭﻻﺀ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻋﺴﻜﺮﻱ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ، ﺃﺿﺤﻰ ﺃﻟﻐﺎﻣﺎ ﺗﻤﺰﻕ ﺍﻟﻴﻤﻦ ، وتهدد وجوده وتنسف هويته وعمقه الحضاري
ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﻃﺮﻕ ، ﻳﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﻭﺿﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ، ﺁﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻜﻞ بقوى ولاعبين ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮح أحداث ، مملوء بالنقائض والأضداد ، ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺗﻪ ﺗﺸﺎﺑﻚ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺮ ، ﻭﺍﻧﻜﺴﺎﺭ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻷﻗﻄﺎﺏ ، ﺇﻧﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ  ، ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻣﻌﻬﺎ ﻗﻮﺍﻋﺪﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ، ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ، وبقدر ﻣﺎ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟمواقف ، ﻓﻼ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﺤﻠﻮﻝ داخلية ﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺗﺴﻮﻳﺎﺕ ﻭﺗﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ.
بعد الحادي والعشرين من شهر سبتمبر 2014م ، أزيح الستار عن مليشيات الحوثيين وكلاء ملالي طهران في اليمن ؛ لتصبح تلك المليشيات خنجرا مسموما في صدور اليمنيين ، وخاصرة الخليج العربي والجزيرة العربية ، كما أزيح الستار عن تناقضات وآفات وعيوب المجتمع اليمني ،  التي هي محصلة عقود من الحضور الشكلي للدولة ؛  لنجد أن الاستبداد السياسي الذي أراد اليمنيون التخلص منه ،  ضمن محور الربيع العربي ، قدحل محله استبداد فاشي أصولي متطرف ، ممثل بالحركة الحوثية ، الساعية لتكريس العبودية والفقر والفساد والبربرية  ، وأعاقت خروج اليمن من المرحلة الانتقالية،  نحو الاستقرار السياسي والتنمية المستدامة ، وأجهضت حلم اليمنيين بالدولة اليمنية المدنية الاتحادية الحديثة ، فارضة على اليمنيين استمرار النضال الثوري ، وتقديم مزيدا من التضحيات ؛ لتحرير وطنهم من الكهنوت السلالي، والمشاريع الهدامة  ، وصولا لإحلال السلام والاستقرار في كنف دولة المواطنة المتساوية ،  بعون الله تعالى  ، ثم بعزيمتهم التي لا تقهر ، وإرادتهم لا تلين.
#عبدالواسع_الفاتكي