محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
إرهاب الحوثي نهج حرب غير قابل للسلام
يتضح الارهاب من خلال وجود تيار أو مكون يطغى عليه طابع تخصص في مجال واحد وهو مجال الحرب.
وهذا المجال صاحب توجه يتصادم مع توجه السلام
مما ينتج بينهما مواجهة أسبابها تعود لاستحالة حياة السلام في ظل وجود الارهاب ، وعدم امكانية الارهاب للقبول بالسلام .
السلام نهج سلامة وتوجه سليم نابع من روح الدين الإسلامي.
والارهاب نهج خاطئ وتوجه خطر يتناقض مع حقيقة الاسلام .
من السلام والإسلام والمسلمون والسلم يتحقق السلام.
السلام هو الله ، ودينه الإسلام اشتق اسمه من السلام الإله الذي جعله ديناً عنده وسمي إسلام لأنه يدعو للسلام ، وعباده المسلمون الذي اشتق اسمهم من دينهم الإسلام وتوحيدهم للرب السلام وينطبق اسمهم كمسلمين لأنهم مسالمين ، ودعوة الله والإسلام هي دعوة سلم يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة.
أما الارهاب فوجوده يأتي عندما يكون الحرب هن الهدف والتوجه والشعار والمهنة والتخصص وهواية لتشكل جميعها مكون ارهابي كالحوثي .
نهج الإسلام نهج متزن وشامل ، وان كان فيه نوع من التوجه للحرب فإن قيامه بالحرب يأتي من أجل فرض السلام والقضاء على الصراع والحفاظ على سلامة المجتمع ، ولذا فإن الاسلام بعد قيامه بأي معركة ينشر السلام والسلم بعد النصر داخل المناطق التي سيطر عليها ، والدليل أن النبي عليه الصلاة والسلام بعد فتح مكة لم يقم بتفجير منزل أحد من خصومه الذين آذوه ولم يشردهم من مكة ، وانما عفا وسامح ونشر السلام داخلها.
لكن الحوثي صاحب نهج متطرف ارهابي يتجه نحو الحرب من أجل اثارة الحرب والصراع ويمارس الانتقام ويرتكب الجريمة ويستخدم المناطق التي يسيطر عليها كعامل لتقدم الحرب واستمرارها.
نهج السلام مستمد من الإسلام الذي يرفع السلام كشعار ، فتحية الإسلام السلام تعتبر شعاره الذي يدعو و يمنح السلام على كل من يجده ويلتقي به.
لكن نهج الحوثي يرفع شعار القتل ، فهو يتعامل بالارهاب مع كل من يجده ويراه ويلتقي به .
ارهاب الحوثي هدف حرب وتوجه حرب.
يمضي بالحرب حتى نهاية الكون ويستخدم كل البشر كوقود حرب.
من حيت نشأ الحوثي نشأ الحرب ، ومن حيث اتجه كان توجه حرب ومن حيث سيطر كان استخدامه للناس كوقود حرب.
من صعدة اندلع الحرب حيث منشأ الحوثي ، واتجه الحرب منها مع اتجاه الحوثي نحو عمران وصنعاء وذمار وكل محافظات الشمال والاتجاه نحو الجنوب ، وحيثما سيطر الحوثي استخدم اليمنيين كوقود لحربه التي يشنها .
نهج حرب يمارسه الحوثي ، لو كان سيطر على كل اليمن بما فيه الجنوب ، كان سيستخدم كل اليمنيين كوقود حرب ويتجه نحو الخليج ، وفي حالة سيطرته على الخليج سيستخدمهم كوقود ليتجه نحو الأمام حتى يصل إلى نهاية الكرة الأرضية ، وهكذا حيثما سيطر على منطقة استخدم اهلها وقود حرب واتجه نحو المنطقة الاخرى حتى يعيث دمار الحرب في كل المعمورة ويجعل كل البشرية وقود ضحايا حرب ويحقق الفناء للمساكن والسكان .
وهذا النهج هو نهج إيران الحقيقي وما توجه الحوثي إلا دليل واضح على ذلك.
من علامات نهج الارهاب الحربي التقدم والتطور في المجال الصناعي العسكري فقط دون بقية المجالات الاقتصادية في الصناعة الحديدية وتحسين الوضع الاقتصادي .
صنعت إيران السلاح النووي وتطورت في بعض سلاحات الاسلحة ، لكنها لم تتطور بصناعات أخرى كصناعة سيارات وغيرها ولم تتفوق اقتصادياً مقارنة بالدول المصنعة للأسلحة وكان تقدمها الصناعي العسكري مصاحب لصناعات أخرى من سيارات وبقية الصناعات المشابهة .
وكذلك ميليشيات الحوثي حققت في اليمن نوع من التقدم في صناعة الأسلحة من حيث تطوير الصواريخ الباليستية وصناعة الطيران المسير ، لكنها لم تصنع لليمنيين أي شيئ آخر وتقوم بتحسين وضعهم المعيشي والاقتصادي الذي كانت سبباً لتدهوره وتوليد المعاناة التي تتجه كل يوم من سيئ إلى اسوأ.
نهج الارهاب غير قابل للسلام ، لأنه لا ينفع معه الحوار ولا التصالح.
الحوار مع الارهاب يجعله يتمدد ، والتصالح مع الارهاب يجعله يبقى .
الحوثي لا يؤمن بالحوار وانما يستخدم الحوار كخدعة تجعله يتمدد أكثر ويقبل بالصلح في حالة انقاذه من الهزيمة واستعادته الانفاس.
عقد اليمنييون مؤتمر حوار وطني وكان الحوثي حاضراً معهم ، وأثناء حضوره تمدد حتى وصل صنعاء لينقلب على الدولة وينقلب بنفس الوقت على مخرجات الحوار .
أثناء وصول الحوثي إلى صنعاء تم عقد اتفاق سلم وشراكة بين المكونات السياسية والحوثي أحد الموقعين على الاتفاق ، ثم انقلب على ذلك الاتفاق ليتجه من صنعاء نحو بقية المحافظات .
الارهاب مشكلة لا يمكن حلها بالحوار وبالتصالح من أجل ايقاف صراع وحرب وتحقيق سلام شامل ودائم ، لأن الارهاب صاحب نهج حرب غير قابل للسلام ، وأي تصالح يعتبر بقاء للمشكلة التي ستفجر حرب مستقبلية ويعود الارهاب من جديد .
وليس هناك من حل مع الارهاب سوى الاجتثاث ، تصنيف الحوثي بالارهاب والقضاء عليه بشكل تام يعتبر توجه مناسب نحو احلال السلام باليمن والمنطقة برمتها.