د. عيدروس النقيب يكتب:
إلى إخواني الجنوبيين في معسكر الشرعية
ما ازال أتخاطب مع إخوتنا الجنوبيين في معسكر الشرعية بحسن نية وصدق لا التباس فيهما.
أعرف أن مفهوم "معسكر الشرعية" مفهوم مضبب بل ومفخخ، فالشرعية الوحيدة هي شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي الذي لا ينازعه عليها احد، ومعه مجلس النواب الذي لم ينتخب بديلا له منذ نهاية فترته القانونية قبل ١٣ عام.
لكن معسكر الشرعية، يضم الآلاف ممن قاموا بالسطو عليه، ولهذا فإنني هنا أخاطب أهلي وإخواني الذين معظمهم في سن أولادي، وربما أحفادي، من الجنوبيين الذين شاركوا في المواجهات مع أهلهم وإخوتهم الجنوبيين في أكثر من منطقة في أبين وشبوة.
ما اود التعرض له هنا وبعد البدء الفعلي لتطبيق خطوات اتفاق الرياض يمكن تلخيصه في الحقائق التالية:
* إن اتفاق الرياض لم يأت ليحسم الصراع بين الشرعية والانقلاب الحوثي، بل ليوقف الاقتتال في أبين، هذا الاقتتال الذي تسلل من خلاله بل وتسبب في تمديده وإطالة فترته آلاف الهاربين من عمران والجوف ومأرب وخولان ليس حبا في الشرعية ولا دعما لكم كجنوبيين ولكن لتأجيج الصراع بين الجنوبيين ومن ثم استعادة الهيمنة على كل الأرض الجنوبية بما في ذلك المحافظات والمديريات التي تنتمون إليها.
* إنني أدعوكم كما أدعو زملاءكم من القوات الجنوبية، وبعد الانسحابات المتبادلة، إلى التمييز بين متقاتلين جنوبيين جاء اتفاق الرياض ليحقن دماءهم ويباعد بينهم في مواجهة ليس لها هدف ولا معنى بالنسبة لهم، وبين جماعات من الغزاة جاءوا لاحتلال الجنوب ثلاث مرات، وحاولوا إعادة الاحتلال للمرة الرابعة، وقد أفشلهم اتفاق الرياض هذه المرة.
* إن هؤلاء سيعاودن الكرة لمحاولة دخول عدن كمحتلين لا كمواطنين أو زوار، ولن يعدموا الوسيلة وسيفعلونها بكم أو بدونكم، تارةً تحت عباءة الشرعية وأخرى تحت أية عباءة كـ"الحشد الشعبي" الذي تعرفونه جيدا ومن أعده ودربه وموله، أو "الجيش الوطني" الحوثي، أو "الجيش الوطني" الشرعي فهل ستكونون نصيرا لهم؟ أم مدافعين عن وطنكم وأرضكم وأهلهم؟ إذ إن هؤلاء لا يفعلون إلا ما يتماشى مع خططهم بعيدة المدى أما أنتم فلا تهمونهم إلا بقدر ما تكونون أدوات بأيديهم يستخدمونكم لتنفيذ مآربهم ثم يتخلصون منكم عند أول محطة، وليست 1994م عنا ببعيدة.
* لقد آن الأوان لتحقيق مصالحة جنوبية–جنوبية حقيقية تنهي النزاعات الحمقاء التي لم تتوقف منذ أكثر ممن عقدين ونصف، رغم محاولات غرس وتكريس ثقافة التصالح والتسامح التي كان من أبرز دعاتها الرئيس علي ناصر محمد أطال الله بعمره ومعه قادة ثورة الحراك الجنوبي السلمية منذ العام 2007م.
* إن المصالحة الجنوبية-الجنوبية ينبغي أن تقوم على أسس ومبادئ تعبر عن كل الجنوبيين وتحفظ مصالحهم وقبل هذا كرامتهم وحقهم في المشاركة في الشأن الجنوبي، . . .مصالحة تقوم على احترام حق الاختلاف ورفض استخدام العنف في معالجة الاختلافات في وجهات النظر السياسية، ورفض نهج الإقصاء، وتحريم المساس بالسيادة الجنوبية، ورفض الاستعانة بالمتورطين في استباحة وإحلال قتل النساء والأطفال الجنوبيين.
أرجو أن يتعلم الجميع من تجربة قرن الكلاسي والشيخ سالم التي كانت مأساة بحجم كل الجنوب وتحريم المساس بِالدم الجنوبي وكل دم لمسلم مسالم من أي مكانٍ كان
ولنا وقفة قادمة