محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
الحوثي وحزب الإصلاح واتفاق تقاسم تعز
بحكم موقعها الجغرافي الذي يحتل مركز وسط اليمن ، ومستواها الثقافي الذي اعتبرها العاصمة الثقافية ، وكثافتها السكانية التي تصل قرابة ستة مليون نسمة مما سيبني جيش من خلالها قوامه خمس مائة الف جندي ، كان المفترض أن تكون تعز موقع انطلاقة معركة تحرير عسكرية لكل اليمن من الانقلاب الحوثي ، ومنطلق معركة ثقافية ضد الفكر الحوثي كون المعركة مع الحوثي هي في الأصل ثقافية فكرية ، ولكن ما حدث هو العكس ، أصبحت تعز بعد تحرير جزء كبير منها منطلق معركة صراع داخلي مناطقي وحزبي أعاق توجه المعركة ضد الحوثي وحولها باتجاه المناطق المحررة ، مما أثر على ابناء تعز داخلياً وعلى اليمن بشكل عام جنوبه وشماله ، والسبب يعود لحزب الاصلاح الذي سيطر على تعز المحررة وسعى لاثارة صراع داخلي من خلال اتجاهه لاقصاء بقية أبناء تعز واستخدامهم كأداة لتأجيج الوضع واثارة الخلاف مع التحالف والمكونات الأخرى والتوجه لتشكيل خطر نحو المناطق المحررة المخا وعدن مما أضعف تواجد الدولة في تعز المحررة التي انفلت فيها الأمن وانتشرت فيها الجريمة وأوقف التوجه لتحرير بقية تعز وإب والانطلاق نحو تحرير صنعاء ، وهذا ما أظهر تعز بشكل سيئ وأحدث مشاكل لأبناء تعز مع الجنوب ومع التحالف وأصبحوا المتضررين مما يحدث والمستفيد الحوثي والاصلاح وتركيا وإيران.
اتضح مخطط حزب الاصلاح منذ عام 2016 الرامي للسيطرة على المحرر أولاً ثم الانطلاق لتحرير الذي لم يتحرر ، ومن سيطرته على تعز المحررة ينطلق للسيطرة على عدن المحررة ولحج والضالع ثم ينظلق بعدها لتحرير إب والحديدة ، ومن سيطرته على مأرب يجب ان ينطلق منها للسيطرة على شبوة وحضرموت والمهرة المحررة ثم ينطلق بعدها لتحرير صنعاء والبيضاء ، وهذا التوجه كان سبب مد الصراع الداخلي في المناطق المحررة مع بقية الاطراف استخدم الاصلاح دعاوي الاحتلال الإماراتي لعدن والاحتلال السعودي للمهرة لتحريض اليمنيين في الوقت الذي اغفلهم عن الاحتلال التركي عبر حزب الاصلاح وضعف المعركة التي يجب ان تنطلق من تعز ومن مأرب لتحرير صنعاء من الاحتلال الإيراني الحوثي.
عندما اتجه حزب الاصلاح نحو السيطرة الكاملة على تعز المحررة بشكل كلي ثم الانطلاق منها باتجاه عدن والمخا ، أبرم اتفاق مع الحوثي على تقاسم تعز وفق ان يظل الحوثي مسيطر على الجزء الذي يسيطر فيه بتعز وعدم تقدمه نحو تعز المحررة لكي يضمن الاصلاح بقاءه مسيطراً على تعز المحررة وعدم خسارتها من خلال تقدم الحوثي عندما يقوم يسحب قواته منها باتجاه المخا والساحل والجنوب ، فتم وضع طربال داخل مدينة تعز يفصل بين سيطرة الحوثي والاصلاح وتوقفت معركة استكمال تحرير تعز ، واتجه الاصلاح نحو تصفية شركاءه في التحرير داخل تعز واقصاءهم وحول المعركة ضد المحافظين وضد الاحزاب الاخرى وضد القوات التي لم تتبعه كأبو العباس والحمادي وغيرهم.
الخطأ يكمن في عملية تحرير تعز لتمكين حزب الاصلاح ، التي نقلت تعز المحررة من مشكلة إلى مشكلة أخرى ، واصبحت تعز بشكل عام منقسمة بين مشكلتين الحوثي والاصلاح وتحت الاحتلال الإيراني والتركي .
وكان الأحرى ان يتم تحرير تعز من اتجاه الجنوب وتكون تعز صاحبة الامتداد التأريخي للجنوب سابقاً مستقبلة الامتداد التحريري القادم إليها من عدن ، وهنا كان سيلتحم ابناء الجنوب مع أبناء تعز ويتوحد الصف ضد الحوثي ويتجه نحو صنعاء بدل ان يستخدم الاصلاح تعز لتشكيل خطر على الجنوب ويثير العداوة ويتسبب في ايجاد تعامل سيئ من قبل ابناء الجنوب ضد أبناء تعز.
حزب الاصلاح سبب ضعف الدولة في تعز وتردي الخدمات والانفلات الأمني ، لم يكن ناجحاً في تحقيق الأمن لوحده ، ولم يفسح المجال لبقية المكونات ليساعدوه ويتعاونوا جميعاً في خدمة تعز ، ولا أنه رفع يديه عن تعز و فسح المجال لغيره الاجدر والأكفأ.
أيضاً حزب الاصلاح لم يستخدم تعز لامداد معركة تحرير الحديدة قبل توقيفها ، وعندما توقفت نتيجة اتفاق استوكلهوم لم يفسح المجال لبقية الاطراف التي في الحديدة الوصول لتعز والشراكة وتوحيد الصف لانطلاق معركة استكمال تحرير تعز والاتجاه نحو تحرير إب وصنعاء ، ولا أنه أصبح كفاءة لوحده واستكمل تحرير تعز واتجه نحو إب وصنعاء .
ستظل مشكلة تعز باقية في ظل بقاء حزب الاصلاح ، وفي هذه الحالة سيتم تحرير إب من اتجاه الضالع عبر أبناء الجنوب ومنها يتم استكمال تحرير تعز ، وهنا سيقود الاصلاح صراعاً ضد القوات التي طردت الحوثي وحلت محل الحوثي وتظل تعز ساحة صراع سببه الاصلاح.
ليس هناك وجود للتحالف في تعز لا الإمارات ولا المملكة ، وانما هناك تحالف إيراني تركي يتقاسم تعز.
تعز ليست ضحية الانتقالي ولا طارق صالح ، انما هي ضحية الاصلاح والحوثي ، وهذا ما يفرض على ابناء تعز ان يعرفوا حقيقة مشكلتهم ويخرجوا منتفضين بثورة يطالبون برحيل الاصلاح والحوثي معاً ، ويناشدون التحالف ان يستجيبوا لهم ، ويطالبون ان تكون تعز تحت سيطرة قوات العمالقة أو ساحة لتواجد جميع القوات داخلها من جنوبية ومقاومة ساحل ويتم من خلالها توحيد صف وانطلاقة لاستكمال تحرير تعز وتكون تعز منطلق تحرير نحو صنعاء.، وهنا ستحل مشكلة تعز ومشكلة المحافظات التي لم تتحرر بدل أن تظل تعز سبب بقاء مشكلتها الداخلية ومشكلة عدم تحرير عدة محافظات من الانقلاب الحوثي.