محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
نجاح وفشل الحكومة الجديدة بين الذي تحقق والذي يجب
نجح التحالف ويجب على الحكومة أن تنجح.
تنفيذ اتفاق الرياض من خلال الشق الأمني وانهاء الصراع بين الشرعية والانتقالي وإعلان الحكومة المشكلة عدة اطراف ، كان بمثابة نجاح للتحالف العربي الذي تقوده راعية الاتفاق ، وبعد تشكيل الحكومة وإعلانها تم الانتقال لمرحلة جديدة هي مرحلة يجب على الحكومة أن تنجح.
ظهور الجنوب بمظهر حسن ويجب أن يظهر الشمال.
تم رسم صورة جميلة عن أبناء الجنوب أظهرت تقاربهم وتوحدهم خلف الرئيس هادي واتفاقهم وانهاء الصراع الداخلي بينهم ، برزت حكمة الضالع وسماحة أبين وعقلانية حضرموت وشكل الجنوب بكل محافظاته ومكوناته صورة تأريخية تدل على هويته الوحدوية التي هي جزء من وحدة يمنية ووحدة عربية.
وهذا ما يجب أن يتجسد في الشمال من خلال توحد كل الاطراف المناهضة للحوثي خلف الرئيس هادي.
تم حل جزء من المشكلة ويجب أن يتم حل المشكلة كلها.
شراكة الاطراف داخل الحكومة الجديدة اظهرت استحواذ اطراف على حقائب محسوبة لأطراف اخرى.
بقاء وزارة الدفاع تحت سيطرة حزب الاصلاح أمر يفقد العدالة بين الاطراف ويجعل جزء من المشكلة باقي.
الرئيس هادي حفظه الله الذي لديه اربع وزارات سيادية كان يجب عليه ان يعين عليها اشخاص لا ينتمون لأي حزب أو مثلما اعطى وزارة لطرف كان يجب ان يقسم بقية الثلاث الوزارات للاطراف الأخرى.
وعلى كل الرئيس هادي حر في اختيار من يشاء لشغل حصته من الوزارات وقراره يحترم ، ولكن نأمل ان لا تكون وزارة الدفاع سبباً لعودة الصراع من جديد.
يجب على الوزير المقدشي ان يقضي على الفساد الموجود في الوزارة والاستحواذ الحزبي الاصلاحي الذي تسبب باضعاف بناء الجيش.
الاسماء الوهمية التي تزيد عن ثلثي قوة الجيش ، وسيطرة الاصلاح واقصاءهم لمن لا ينتمي لحزبهم يجب ان تنتهي من خلال التقاسم العادل بين كل الاطراف والمكونات داخل الوزارة .
كان المفروض ان يتم تعيين وزير دفاع مستقل فالجيش يجب أن لا يتدخل بأي حزبية ولا يتقاسم بالمحاصصة.
كان هناك ارتياح وهناك استياء .
اعلان تشكيل الحكومة أوجد ارتياح كبير ناتج عن أمل في أن تقوم هذه الحكومة بتلبية تطلعات الشعب وتخفيف معاناتهم.
ولكن كان هناك استياء بنفس الوقت تمثل من خلال وجود قيادات سابقة في بعض الوزارات بالاضافة لاستبعاد النساء وعدم اعطاءهن اي حقيبة.
هذه الطريقة اظهرت كأنه لا يوجد في اليمن رجال ولا نساء.
بقاء بعض الوجوه السابقة في بعض حقائب كان دليل انه لا يوجد في اليمن قيادات غير هؤلاء ولا رجال دولة غيرهم وكان يفترض تعيين دماء كلها جديدة يرسخ مبدأ التداول لا مبدأ التدوير.
عدم وجود النساء كان خطأ أيضاً وكان يفترض وجود تمثيل حتى بحقيبة واحدة كوزارة دولة تضاف لقوام الحكومة.
وعلى كلٍ نجاح الحكومة سيقضي على هذا الاستياء فكلما يهمنا هو نجاحها ، اذا كان وجود المرأة والوجوه الجديدة مهم فنجاح الحكومة الحالية أهم ، أما اذا لم تنجح فسيزداد الاستياء القادم ويضاف للاستياء الحالي.
أصبحت عدن للجميع ويجب أن تكون صنعاء للجميع.
بعد إعلان الحكومة سيتم توجه كل الاطراف إلى عدن وتمارس كل مؤسسات الدولة عملها هناك.
ومن عدن يجب ان تكون هناك انطلاقة موحدة يشارك فيها كل الاطراف والقوى نحو تحرير صنعاء من الحوثي ، فنطقة لقاء الجميع في عدن يجب أن تكون نقطة انطلاق الجميع لتحرير صنعاء.
انتهاء الصراع في أبين ويجب أن ينتهي في تعز.
انتهى الصراع الجنوبي الذي كان يتخذ محافظة أبين ساحة صدام بين طرفين يظهر بلباس مناطقي جنوبي أو صراع بين الانتقالي والشرعية وأصبحت عدن مثال للتعايش والقبول بكل الاطراف .
ويجب ان ينتهي الصراع الدائر في تعز الذي يظهر بلباس حزبي بين الاصلاح وبقية المكونات كالناصري والذي يعتبر صراع داخل الشرعية أثر على تعز واستقرارها وبمثل ما أصبحت أبين يجب أن تكون تعز .