عبدالله الصاصي يكتب:
كيمياء الانتقالي حوّلت الشرعية من المادة الصلبة إلى السائلة فسهل احتوائها
الكل تابع المشهد منذ البداية وكيف كانت كتلة صلبة مترامية الأطراف(تسمى الشرعية) لديها المال الكافي والعدد والعدة لتعمل ما بدى لها على رقعة جغرافية تفصلها كيفما شاءت ولكن الرعاع يعجزون عن الابتكار الذي يواكب الحدث، وفي المقابل اشتغلت مختبرات كيمياء الانتقالي بعقول فائقة الدقة في جمع التحاليل وصنع المحاليل الفتاكة؛ لتحويل القوة الصلبة إلى مادة سائلة مستساقة يسهل احتوائها.
وبعد هذا المشهد الدراماتيكي في هذا الشريط الذي مر وشاهده الكل في الداخل والخارج رغم المشاهد المروعة التي تخللته، إلا إننا تخطينها في فترة بسيطة طوتها دينامو العبقرية الجنوبية بتقنياتها الحديثة الجبارة في التعامل مع القوة بطريقة سلسة مستغلة ثغرات الوصول إلى مكامن نقاط ضعف الشرعية الضخمة المسمى الفارقة من قوة التماسك للأجزاء، ليسهل على دهاة الانتقالي تفتيت كل أجزاء على حدة والوصول إلى قمة هرمها لاستئصالها بعملية تصهير وإذابة في طيات المجلس الانتقالي من خلال حكومة المناصفة قبلت بها الشرعية وهي صاغرة بعد أن نتف المجلس الانتقالي ريشها وكسر أجنحتها فأصبحت لا تستطيع الطيران ولم يكتف بجعلها تحبوا على الأرض فاصرّ على تقليم أظافرها حتى الامتناع عن الخدش ولو كان بسيطا .
الدرس المستخلص أن كثرة الزلات تقرب الأجل وأجل الشرعية قربه فسادها الذي استشرى بشكل لا يتصوره لبيب العقل وفاهم المنطق، لم تصح هذه الشرعية من غفلتها رغم وصولها لحافة الهاوية تعنت ومانعت في فهم الصوت الجنوبي المنادي بعدم إطالة الحرب وحقن الدماء واستخدام الحوار الندي لكنها أبت واستكبرت، إذا هي من شيطنة الانتقالي بتعنتها فتحول الانتقالي إلى مارد يقض مضاجعها داخليا على الساحات سلميا وفي الجبهات عسكريا وخارجيا افحمها والجمها بالحجة بعدالة القضية الجنوبية، اليوم الشرعية المغرورة هائمة صريعة الهوى والمزاجية المفرطة خسرت الأرض والمال والرجال وصعد الانتقالي بظل الله والراسخون في العلم وهم اليوم يتدارسون عملية التحنيط لهذه الشرعية؛ لتضحي مقبرتها مزار وذكريات سيئة يعتبر ويتعظ بها الغاوين .
وتظل صفحة الفاتحين الجنوبيين منمقة بأروع الصور المثالية ترتدي أجمل الحلل المطرزة بالشهامة والفداء.