محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):

الحوثي بين تجريف الهوية اليمانية وتجريف الهوية الايمانية

الهوية الايمانية واضعاف القبيلة والمجتمع اليمني أمام الحوثي.
هناك هوية يمانية وطنية
وهناك هوية ايمانية دينية
الحوثي يعمل على تجريف الاثنتان معاً وفق مخطط قديم يجعل اليمنيون بلا يمن بلا ايمان ليضعفوا ويكونوا بضعفهم سبيلاً لسيطرة الحوثي على ارضهم بما يجعلها ساحة له ويجعلهم خدماً له وملتفون حوله.

الهوية اليمانية تتمثل من خلال تقديس الوطن اليمني وتقديس الولاء الوطني وتقديس العلم والنشيد الوطني وتقديس الانتماء للارض اليمنية والافتخار بالأصول اليمنية.
والهوية الايمانية تتمثل من خلال تقديس الله وتقديس كتاب الله وتقديس احاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام وتقديس بيوت الله وتقديس علماء الدين الراسخون ذو النهج الصافي الذين هم ورثة للانبياء بعلمهم لا علماء سياسة وسلطة.

تحدثت عن تجريف الحوثي للهوية اليمانية في مقال سابق واضيف هنا ان الحوثي استخدم وسائل كثيرة لمحاربة الولاء الوطني والعلم اليمني والشعار اليمني.
جعل اليمنيون ولاءهم لإيران وكأنهم اصحاب هوية فارسية ولم يعد لديهم هوية يمنية كونهم يمنيون ولا هوية عربية كونهم أصل العرب.
حارب العلم اليمني والشعار اليمني من خلال الصرخة.
يتحدث الكثير عن مغازي الحوثي من شعار الصرخة الكاذب بتأويلات غير مدركة للهدف الحقيقي للحوثي من شعار الصرخة ، إذ ان الهدف محاربة العلم اليمني واستبداله بعلم الصرخة الذي يرفعه الحوثي ويرسمه بالرنج بشكل كبير في المناطق التي يسيطر عليها واصبح شعار الصرخة هو السائد على العلم اليمني الذي لم يعد وجوده إلا بشكل بسيط رمزي وكان الاحرى ان يحل انتشاره محل  الصرخة ويصبح له يوم ذكرى في السنة  كيوم العلم بدل من يوم الصرخة.

الشعار اليمني كان الله الوطن الثورة الوحدة.
وكان يردد بالمدارس وفي كل مكان .
جاء الحوثي بشعار الموت لامريكا كخداع بهدف عدم الاعتراض على هذا الشعار واستخدم هذا الشعار كبديل للشعار اليمني السابق واصبح شعار الصرخة في كل المدارس وفي كل تجمعات الحوثي ولا وجود للشعار اليمني.

تجريف الهوية الايمانية الدينية تمثل من خلال قيام الحوثي بانكار الكثير من آيات القرآن والعمل ببعضها من خلال تفسيرها بشكل مختلف يتنافى مع مفهوم العقل واقوال العلماء الكثير.
أيضاً قام الحوثي بانكار السنة وعدم الاعتراف بصحيح البخاري ومسلم وانكار احاديث النبي عليه الصلاة والسلام .
أما بيوت الله المساجد فلم يحترم الحوثي قدسيتها فقد هدم عدة مساجد وعاث بالكثير منها وحولها لمكان تجمع للمقيل والبرع والزوامل بدل ان تكون مكان عبادة لله وقراءة كتابه.
واما كتب العلماء فقد قام الحوثي بحرق الكثير من المكاتب الاسلامية واتلاف الكثير من الكتب واغلاق الكثير من المكاتب حتى لا يتسنى لاحد البحث او القراءة والمعرفة.
كل ذلك يهدف من خلاله الحوثي لتجريف الهوية الايمانية كون وجوده والايمان بعرقيته يتنافى مع الهوية الايمانية التي بوجودها وجود مجتمع قوي يؤمن بالولاء لله والوطن لا بالولاء لفارس وملالي إيران.

جاء الحوثي بدعوى اولياء الله من اجل ان يحارب الايمان بالرسل ، ويحل الايمان بولي الله محل الايمان برسل الله.
جاء بدعوى اعتبار مؤسس جماعتهم حسين الحوثي كقرآن ناطق والهدف محاربة الايمان بالكتب السماوية ، ليحل الايمان بملازم حسين الحوثي محل الايمان بالقرآن الكريم.
جاء دعوى انكار عذاب القبر بهدف محاربة الايمان باليوم الآخر ، ليحل محل الخوف من عذاب القبر الرغبة بالموت وعدم الاستعداد له بالعمل الصالح.
حارب الايمان بالله من خلال تقديس السيد وتجسيد حبه أكثر من تقديس وحب الله ، وكأن السيد ممثل لله عز وجل بالارض يمتلك بعض الصلاحيات الالهية  أو ملك يحل  بمنزلة  جبريل.

أربعون حديثاً نبوياً تتحدث عن فضل أهل اليمن لتجسد الهوية الايمانية واليمانية لدى ابناء اليمن ، ولكن الحوثي انكرها وحارب التحدث والاستدلال بها واصبح يتحدث بفضل عرقيته التي لا تمتلك اي استدلال نبوي بل وتتعارض مع القرآن الذي جعل الكرامة عند بالله حسب معيار التقوى.
يسعى الحوثي لأن يجعل اليمنيون بلا يمن بلا ايمان بلا فضل ، بلا هوية ايمانية ويمانية من خلال ايمانهم بافضلية الحوثية العرقية وجعلهم ذو قلوب حاقدة وأفئدة قاسية يقتل بعضهم بعضاً من خلال ايمانهم بثقافة الموت بدل ان يكونوا ارق قلوب وألين افئدة.
جعلهم اعداء لبعضهم من خلال زرع ثقافة العداوة بدل الايمان بالاخاء انما المؤمنون اخوة.
جعلهم يتنحارون فيما بينهم يخدمون عدوهم الحوثي بدل ان يكونوا اصحاب حكمة يدركون مغازي الحوثي ومكائده ومخططه الذي يفرق بينهم ليستخدمهم بعضهم ضد بعض ليتسنى له تحقيق افضليته عليهم ويجعلهم بطبقة ادنى منه وفق تمييز عنصري يفضل الحوثي على اليمنيين ويجعل اهل اليمن عبيد لغزاة اليمن.