محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
السبب الحقيقي لجريمة مطار عدن
العمل الحوثي الارهابي الذي أستهدف مطار عدن عند وصول الحكومة التي تم تشكيلها وفق اتفاق الرياض ، بقدر ما كشف وجه الحوثي الارهابي واضاف جريمة إلى جرائمه الكثيرة واظهر هدف الحوثي من خلال تحويل فرحة اليمنيين أثناءوصول الحكومة إلى مأتم وزعزعة الثقة بين اطراف الحكومة وتوليد الشكوك نحو بعضهم بالاضافة إلى ايصال رسالة مفادها لن تستقر عدن ولن تأمن ما دامت الحكومة داخلها ، فقد كشف أيضاً توجه الحوثي نحو الاستهداف الدائم لعدن واستخدام عمليات الاغتيالات وتنشيط الارهاب كالذي مارسه بعد تحرير عدن قبل اربع سنوات عندما حلت الحكومة فيها آنذاك.
كتبت مقال قبل عدة أيام عنوانه خمسة احتمالات وراء قيام الحوثي بعمليات انسحاب من بعض جبهات مأرب و التي عزز فيها تواجده في إب وجبهات الضالع والمنطقة الوسطى بالكثير من عناصره ، وذكرت احدها سعي الحوثي نحو الهجوم على عدن والجنوب.
وبعد وصول الحكومة عدن اتضح ذلك وهو سعي الحوثي لشن الحرب ضد عدن بعد تنفيذ اتفاق الرياض.
هذا العمل الارهابي كشف انزعاج الحوثي من تنفيذ اتفاق الرياض.
هذا الاتفاق الذي كان تنفيذه بمثابة استخدام أقوى وسيلة لمحاربة الحوثي تتمثل في القضاء على الصراع في المناطق المحررة وتوحيد كل الاطراف وتشكيل حكومة ستحظى بدعم كبير خليجي واقليمي وعالمي وستستطيع تحقيق النماء والنجاح الاقتصادي وتوفير الخدمات وتخفيف المعاناة عن المواطن.
الحوثي لا يريد عدن أن تأمن ، ولا يريدها أن تستقر وتزدهر.
وتحقيق هذا الهدف يتم من خلال وجود صراع داخلي بين الاطراف المناهضة للحوثي وهو الذي اتضح لنا قبل تنفيذ اتفاق الرياض اذ كان ذلك الصراع سبب للانهيار الاقتصادي وتدهور الأوضاع ، فعبر ذلك الصراع يحقق الحوثي هدفه في المناطق المحررة وفي الجنوب ، وفي حالة عودة الدولة إلى عدن وتوافق جميع الاطراف فإن ذلك سيعيق هدف الحوثي وهو ما سيجعله يقوم بشن الحرب على عدن بهدف زعزعة الأمن وافشال الحكومة.
هذا الحادث الاجرامي لا يفيد التحالف ولا يفيد الانتقالي ولا يفيد إلا من كان منزعج من تنفيذ اتفاق الرياض.
التحالف جاء بهذا الاتفاق ومن الجنون ان يقوم بمحاربة ذلك الاتفاق الذي نجاحه بمثابة تشريف ونجاح له.
الانتقالي في الفترة الأخيرة كان أكثر المطالبين بتنفيذ هذا الاتفاق ولا زال حتى اليوم يطالب باستكمال تنفيذ اتفاق الرياض.. والاعتداء على مطار عدن يعتبر من ضمن الحرب على الانتقالي.
ما يجب ان نتعامل به بعد هذه الجريمة ، هو ان تكون عامل لتوحد الاطراف المشاركة بالحكومة أكثر مع بعضها ومع التحالف ليكون الهدف ضد الحوثي.
اما اذا ذهب البعض لتوجه التهم نحو طرف من التحالف فهذا يخدم الحوثي وأصبح هدفه مع الحوثي لا ضده .
وصول الحكومة لعدن منجز كبير ، فلا تنزعجوا من هذه الجريمة التي اراد من خلالها الحوثي ان لا تذوقوا حلاوة هذا الانجاز.
وبقدر ما كانت هذه الجريمة خسارة ضحيتها عدة شهداء وعدة جرحى ، إلا انها حققت ربح كبير تمثل من خلال الادانات الدولية ضد الحوثي وهو ما يحقق منجز سياسي يصب في ترجيح كفة المعركة سياسياً ضد الحوثي ويعزز تصنيفه بالارهاب .