محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):

حذاء البركاني والحوثي عاق والديه

قمة الافلاس الإعلامي عند ميليشيات الحوثي ، عندما تداولت صورة للشيخ سلطان البركاني وحفيده يلبسه الحذاء ، وادعت ان هذا غرور وكبير وتعامل بإهانة لليمنيين.
بدل ان يكون الأولى بها ان تقر بعظمة هذا التعامل من حفيد نحو جده كدليل على الحسنى والطاعة للوالدين وتدعوا ميليشياتها العاقة للحذو حذوه تجاه والديهم ، حولت الموضوع نحو السخرية والادعاءالكاذب سعياً لتحقيق مكسب إعلامي تسيئ فيه للبركاني وللجيل المناهض للحوثي ولكنها سقطت للحضيض وانكشفت عورتها واتضح كذبها وزيفها بل واتضح عدم احترامها للوالدين لأنها في الحقيقة ميليشيات عاقة لا تحترم الوالدين ومن لا يحترم الوالدين لا يحترم الوطن.

هذا الموضوع جعلني هنا أكشف عن حقيقتين واتحدث عن جانبين.
الحقيقتان.
الأولى: ميليشيات الحوثي في الفعل تحارب طاعة الوالدين ، واغلب الذين يقاتلون معها هم عصاة لوالديهم ولا يقدمون أي عطاء لهم بل يعصونهم وينهبونهم ووالديهم غير راضين عنهم للالتحاق مع الحوثي والقتال معه.
بعكس الذين يقاتلون ضد الحوثي فهم بارين بوالديهم ويقدمون لهم عطاء ووالديهم راضين عنهم.
الذي يقاتل مع الحوثي عاق لوالديه واذا زار والديه ينهب مالديهم من مال كمصاريف للعودة للجبهة ووالديهم لم يجرأوا على رفض اعطاءه مخافة ان يتهمهم بأنهم دواعش.
اما الذي يقاتل ضد الحوثي فهو يستلم راتبه ويرسل لوالديه مصاريف حتى لو كانوا في منطقة سيطرة الحوثي.
احد الأسر في مناطق الحوثي لديها ابنان احدهما يقاتل مع الحوثي والثاني ضده.
الذي مع الحوثي قام باستدعاء احد المشرفين الحوثيين لمنزله كضيف للغداء ، فدخل ذاك المشرف المنزل وعند تناول الغداء دار حديثه مع ذاك الابن عن الابن الذي يقاتل ضد الحوثي واتهموه بأنه داعشي ومرتزق.
سمعت الام الحديث واخذت المحواش وخرجت اليهم وقالت لهم لا يذهب مع الحوثي إلا من كان عاصي والديه ، اما ولدي الذي مع الشرعية فنحن عايشين بفضله وكل شهر يرسل لنا مصاريف ، وهذا الغداء والعصيد والسلطة والدجاج جاب لنا قيمتها هو ، فووالله لوما تتغدوا ساكتين لاندعكم بهذا المحواش وقاهيه الاهيه.

الحقيقة الثانية.
بعض الجماعات الاسلامية ذات النهج المنحرف والحوثية احداها ، لديها نهج يحارب طاعة الوالدين وجعل الفرد ولاءه للجماعة كونها تعتبر طاعة الوالدين تضعف ولاء الفرد للجماعة من حيث انه سيفضل والديه على الجماعة مما يجعله يتخلى عن الجماعة في حالة اذا طلب والديه ذلك.
وتقوم هذه الجماعات بعمل اختبار للفرد في جانب طاعة الوالدين ، فإذا وجدته قدم أمر التنظيم وطاعته على طاعة والديه منحته الثقة ورقته تنظيمياً .
تستدل هذه الجماعات بموقف مصعب بن عمير عند اسلامه ورفضت امه تناول الطعام حتى يخرج عن دين محمد فقال لها والله يا أماه  لو كان لك الف نفساً فخرجت الواحدة تلو الأخرى ما خرجت عن دين محمد... وهذا الاستدلال في غير محله اذ يشبهون ويحصرون انفسهم في موقع الدين كله ويعتبرون الخروج عن جماعتهم خروج عن الدين وهذا تكفير.
صحيح لا يجوز طاعة الوالدين في حال عصيان الله ورسوله والكفر بالله ، ولكن لا يجوز عصيان الوالدين في حالة طاعة الحوثي وامثاله من بعض الجماعات ، فالحوثي وامثاله ليس الله وليسوا الدين.... فطاعة الوالدين من طاعة الله ورسوله والاحسان لهما واجب حتى لو كانا كفارا.

الجانبان.
الأول : فيما يتعلق بالشيخ سلطان البركاني فإن هذه الصورة تدل على أنه ناجح في تربية أبناءه.
فالمسؤول الناجح في عمله داخل السلطة هو في الأساس ناجح داخل منزله في تربية اولاده وأهله.
الكثير من المسؤولين انشغلوا بعملهم واغفلوا جانب تربية ابناءهم ، ولذا كان اغلب ابناء الكثير ذو تعامل سيئ يظهرون بكبر وعنجهية ويمارسوا مواقف سيئة تولد استياء الناس ضدهم وضد من رباهم ، ولكن الشيخ البركاني كان متميز بتربية أبناءه ، ولذا ترى ابناءه في قمة التواضع والاحترام والتقدير واذا وصلت منزلهم في صنعاء المفتوح للجميع تجدهم يحتفون بك ، وهذه حقيقة ونحن نعرفهم فعمار ومعاذ وأسيد اصحاب اخلاق عالية جداً .

الجانب الثاني : هذه الصورة الذي ظهر بها نجل البركاني وهو يلبس جده الحذاء ، تعكس صورة ايجابية عن الشباب اليمني الذي يحترم والديه وعن ابن المسؤول الذي يجب ان يكون مثالاً يحتذى به.
هي تعكس صورة ايجابية عن البركاني وابناءه وعن اليمنيين اجمع ، فليفتخر البركاني وابناءه وليفتخر كل يمني بكل بار لوالديه ، وليخسأ كل حوثي عاق لوالديه وعاق لوطنه وأمه اليمن واصبح مستعبداً خادماً لملالي إيران.