د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

اليمن وطن يحتضر ويموت !!

قال الله عز وجل: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165]، وقال سبحانه: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79]، ويقول عز وجل: { وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ...} [القصص: 47. صدق الله العظيم .
أين أنتم يا عرب من اليمن ؟ أوقفوا هذه الحرب الملعونة التي تعصف باليمن وتد مره منذ سنوات ؟!
هل راق لكم يا عرب  أن تتفرجوا على ما حل باليمن شمالا وجنوبا ؟!
هل تريدونه أن يسقط إلى الأبد بيد عملاء إيران حتى لا يعود.. وإذا سقط فلن يعود إلا بعد ألف عام ؟
ولكن مهلا دعونا نتكلم بمنطق مفهوم ولسان عربي مبين وليس بلسان أعجمي (إيراني ) ونسأل أنفسنا كيف آلت الأمور إلى ما هي عليه اليوم ؟!
ومن السبب في ذلك ؟ إنهم فئة دخيلة ليسوا من اليمن لا حسبا ولا نسبا ..إنهم من مخلفات فارس في اليمن وجعلوا منه وطن يحتضر ويموت ببطء منذ ألف عام تكاد تمحوه من ذاكرة التاريخ وتتعمد وأد حضارته التليده حتى جعلت منه وطن  يحتضر  ويداه مرفوعتان إلى السماء  ، لعل الله يستجيب لدعائه الذي يختلط  بأحلام البؤساء، وعزائم البُلهاء، ودماء الشهداء وعندما يدعو أهله  الله لم يعد  يرتفع لهم  صوت يتضرع معهم أو يبارك دعائهم ، ولم تذرف عليهم  دمعة من عين، ولم تستغث لهم  أمة بصديق، الكل مشغول في صياغة الأحرف الأولى من صفقة البائع فيها مشترٍ، والمشتري فيها بائع، أوراق مختلطة تتناثر في قاعة مكتظة بالسفراء والأتقياء والمتفرجين، بخيالات  لا يحق لهم التعليق على أحكام القضاء والقدر، ولا يجوز لكائن من كان الاحتجاج ولو بصفعة على قفا محروم، أو رصاصة نحو صدر مهموم، أو ضيعة مقتطعة من أشجار التين والرمان  والعنب .
يرشق الأميون فيها رجال الفكر والعلم  بالحجارة،ويبجل الكهنة والسحرة واللقطاء الذين لا أصل لهم  ،   يقتاتون على الدماء والحروب ..يقتلون المصلين حتى وهم خاشعون لله في محاريب الصلاة  ويقذفون  بالمؤذنين وهم  يرددون التكبير من منارات المساجد.. وفي مجالسهم   يدعون ويتفاخرون أن الإيمان يمان والحكمة يمانية  !!
يستدعون الأساطير من غبار التاريخ  ،ويدعون أنهم من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم و الصحابة ومن عصر أحد والقادسية واليرموك ..ويتباهون أنهم يحملون جينات الأوس والخزرج وأحفاد الملوك والأقيال والتتابعة  وهم في حقيقة الأمر يكذبون وهم  ليسوا سوى بقايا من الغزاة وأرباب السجون والمجرمين الذين قذف بهم كسرى ليعبروا البحار إلى اليمن  ليوسع بهم إمبراطوريته فإن ماتوا ارتاح من شرهم وان انتصروا وسع نفوذه بهم  وكان له ذلك ..وأخرج الأحباش ليحل مكانهم وأجج الفتن بين  عبس و ذبيان، وعندما تكاد تفنى  القبيلتان يذهبان  إلى أطلال عاد وثمود كي تحكمان بينهم  للمرة الأخيرة في التاريخ وهكذا يفعلون بكل قبائل اليمن يغزلون الفتن بينهم ..ويحلمون اليوم باستعادة حكمهم المنهار بعد ألف عام ..وهم سبب بلائنا وبلوانا !!
حروبنا وبطولاتنا الوهمية ضد بعضنا بعضا  شاهدة على عصر دموي ، والحرب الملكية والجمهورية التي عصفت باليمن  7 سنوات أكبر دليل على همجيتنا ودمويتنا وسذاجتنا  وسحقت آمال وتطلعات جيل كامل ، أعقبتها حرب 13 يناير التي دمرت دولة كاملة السيادة  في الجنوب  .
وتبخرت أحلامنا، ودمرت  أيامنا، وانتصرت عقيدة الغاب على عقيدتنا السمحة  وفصيلة النمور الرقطاء على تيه فصائلنا، من  "الأبرياء"، وتسلط على الحكم حثالة القوم والرعاع الذين يتدثرون بشرف القبيلة ويدعون النخوة والرجولة والإباء وهي أبعد عليهم من المسافة بين الشمس والقمر ، قوم لا يخجلون يقتلون ثم يتجهون إلى  أهالي ضحاياهم برأسين من البقر وبضع رشاشات ثم يدخلون مجالس ضحاياهم بكل وقاحة لاحتساء القهوة وتقديم خالص العزاء.
لا يقيمون حدود الله إلا على الضعفاء والمساكين من لا قبيلة تحميهم أو تؤويهم  ، يقيموا  السُرادقات لأفراحهم ولياليهم الملاح وينثرون القات في مجالسهم ويلوكونه كما تجتر البهائم أعلافها ..لا يقومون لصلاة ولا عبادة قوم مغيبون خارج التغطية يتبطحون على الوسائد والأرائك ومجالسهم لا يستنشقون سوى الدخان والروائح النتنة وقد ماتت لديهم حاسة الشم مع معظم الحواس الأخرى !!
وختاما أقول لكم إذا بقيتم على هذا الحال يا أهل اليمن  لا تلوموا إلا أنفسكم ولن ينصركم أحد  من  أمتكم،  وافعلوا ما يحلو لكم واشربوا نخب أوطانكم التي تهوي إلى قاع التخلف والانحطاط ولن تحصدوا من صراعاتكم إلا الدماء  والدموع، وأخيرا أقول لكم عودوا إلى رشدكم واتقوا الله في أنفسكم  و تنازلوا لبعضكم وتراحموا ولا تكونوا دمى يلعب بها أعداؤكم ،ولا تعودوا  إلى سوءات أعمالكم وضلالات أفعالكم وجماجم ضحاياكم، لعلكم تُكتبون  عند الله من  الشهداء!!!
د. علوي عمر بن فريد