محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
حكومة الحرب بين 4 معارك و4 برامج
ليس المطلوب من الحكومة ان تظهر كل يوم بتصريح عبر التغريدات او القنوات او المواقع تتحدث بأنها ستنجز كذا في مجال كذا ، فذلك يعتبر عشوائية وغياب رؤية وعدم وجود خطط منظمة.
ولكن المفروض ان تظهر الحكومة عبر برنامج شامل كامل ناتج من وجود 24 برنامج.
اذ كل وزير يقدم برنامج خاص بوزارته لرئيس الحكومة ، ورئيس الحكومة يجمع كل البرامج في برنامج واحد ويقدمها لرئيس الجمهورية وللبرلمان وللشعب.
24 برنامج تجتمع لتشكل برنامج واحد للحكومة ، ثم تتوزع من ذلك البرنامج الواحد لتكون أربعة برامج لتخوض أربع معارك.
برنامج عسكري يضم وزارة الدفاع والداخلية والاستخبارات الأمن السياسي والقومي.
برنامج سياسي يضم وزارة الخارجية وحقوق الانسان.
برنامج إعلامي فكري يضم وزارة الاعلام والثقافة والاوقاف والارشاد.
برنامج اقتصادي تنموي يضم وزارة المالية والبنك المركزي والصناعة والتجارة والاتصالات والشباب وبقية الوزارات.
من البرنامج الأول تنطلق الدولة لخوض معركة عسكرية أمنية هدفها تأمين المحرر وهذه مهمة وزارة الداخلية ، والدفاع عن المحرر وتحرير مالم يتحرر وهذه مهمة وزارة الدفاع التي يعتبر عمل الدفاع الجوي من مهامها واختصاصها لصد الصواريخ الباليستية التي يقذفها الحوثي ضد المناطق المحررة ويجب ان تنسق في هذا الجانب مع التحالف كما ان التقدم في الجبهات يعتبر من مهام قواتها وليس من مهام الوحدات التابعة لوزارة الداخلية كالشرطة والأمن الخاص.
اذا لم تنجح الحكومة في تأمين المحرر وتحرير ما لم يتحرر فتعتبر فاشلة في المعركة العسكرية.
من البرنامج الثاني تنطلق خوض معركة سياسية ضد الحوثي في مجال الغاء اتفاق السويد وتصنيف الحوثي ميليشيات ارهابية وهذا من مهام وزارة الخارجية.
وفي مجال رفع قضايا جنائية ضد الحوثي للمجتمع الدولي بسبب ارتكابه عدة جرائم اغلبها جرائم حرب وهذا من مهمة وزارة حقوق الانسان.
إذا لم يتم الغاء اتفاق السويد وتصنيف الحوثي بالارهاب ورفع قضايا جنائية ضده فالدولة والحكومة تعتبر فاشلة في المعركة السياسية بل ومهزومة.
من البرنامج الثالث تنطلق خوض معركة إعلامية فكرية ضد الحوثي.
تشمل مجال توحيد الإعلام المناهض للحوثي وطرح سياسة موحدة واحتواء جميع الإعلاميين وانصاف كل إعلامي مظلوم وحل مشاكل الكل والقضاء على الشللية والاقصاء والتهميش داخل الإعلام بالاضافة لوجود عمل ثقافي يقوم بفتح المجال لطباعة المؤلفات ويشجعها وهذا من مهام وزارة الإعلام والثقافة.
وفي جانب الوعظ والارشاد يجب توحيد الخطاب الديني المنطلق من توضيح خطر الحوثية على الدين والداعي للالتفاف حول ولي الأمر كنقطة ملتقى لتوحيد الصف مع الدولة وضد الحوثي بالاضافة لايجاد نشاط دعوي ارشادي يشمل المساجد ووسائل التواصل من محاضرات ومواعظ وهذا من مهام وزارة الاوقاف والارشاد.
اذا لم يتم توحيد الإعلام المناهض للحوثي من أهلي ورسمي وتوحيد الخطاب الدعوي فالدولة والحكومة فاشلة في المعركة الإعلامية والفكرية والارشادية .
من البرنامج الرابع تنطلق خوض معركة اقتصادية تنموية في اعادة القيمة للعملة وصرف الرواتب بانتظام وتوفير الخدمات وبناء المشاريع.
ويجب ان تزداد عملية الايرادات وفتح المجال للاستثمار.
هذا الأمر يجب أن يكون في المناطق المحررة لايجاد تفوق اقتصادي تنموي خدمي وعبره يجب اتخاذ خطة من شأنها ان تقوم بعملية سحب العملة القديمة من مناطق سيطرة الحوثي او تدهور قيمة العملة القديمة هناك ويصبح حال المناطق التي لم تتحرر كحال المناطق المحررة قبل تشكيل الحكومة وفق اتفاق الرياض في جانب تدهور العملة.
تستطيع الحكومة ان تستخدم خطة اضعاف الحوثي اقتصادياً بما يؤدي لقيام ثورة جياع ضده في المناطق التي يسيطر عليها.
إذ لم تقوم الحكومة بصرف الرواتب في المناطق المحررة وتوفير الخدمات واعادة القيمة للعملة ومحاصرة الحوثي اقتصادياً واضعاف قيمة العملة القديمة في مناطق سيطرة الحوثي فتعتبر فاشلة في المعركة الاقتصادية.