محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
تصالح مع قطر وليس مع جماعة الاخوان
جميل جداً تصالح قطر مع دول الرباعية العربية المملكة الشقيقة ومصر والإمارات والبحرين ، فالصلح خير ونشجع أي تصالح وتوحد عربي ونسأل الله ان يجمع شمل العرب ويوحد صفهم فقوة العرب في وحدتهم ، ونتمنى ان تكون هذه الخطوة عملية اعادة المياه لمجاريها وعدم العودة للشقاق السابق.
هذا التصالح له انعكاسات ايجابية على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي والإعلامي فيما يتعلق بالخليج ككل وفي المعركة الدائرة باليمن.
على مستوى الخليج ككل سيكون هناك توحد سياسي وإعلامي ضد المشاريع المعادية للمنطقة والمخلة بالأمن القومي وعلى رأسها مشروع إيران ، بالاضافة إلى الحفاظ على منظومة مجلس التعاون الخليجي وتطويرها واظهار الانسجام التام داخل البيت الخليجي.
على مستوى معركة اليمن ستظهر أنها معركة تامة كاملة بين العرب وإيران بدل ان كان ذاك الخلاف الذي أدى لوقوف قطر مع إيران اظهرها بأنها معركة بين طرف فارسي وخليجي وطرف خليجي عربي.
وأعتقد احد الأمرين:
اما ان يؤدي هذا التصالح إلى عودة مشاركة قطر في التحالف عسكرياً بالحرب في اليمن كما كانت سابقاً في بداية الحرب وهو ما يعني تقديم دعم مادي وعسكري للمعركة ، أو عدم تدخلها عسكرياً والاقتصار على تقديم دعم سياسي من خلال المساندة ضد الحوثي وإعلامي من خلال قناة الجزيرة التي ستتحول لموقف ضد إيران ومساند للتحالف بدل ان كانت ضد التحالف ومساندة للحوثي وإيران.
أيضاً هذا التصالح هو مع قطر ولا يعني التصالح مع جماعة الاخوان من قبل المملكة والدول الرباعية.
حيث انه جاء بعد قيام المملكة بتصنيف جماعة الاخوان بالارهاب بالاضافة إلى الموقف الثابت لمصر والإمارات والبحرين ضد الاخوان ، وهو ما يعنى ان هناك اتجاه نحو الاخوان العداء والمقاطعة والابعاد واتجاه آخر نحو قطر التصالح والاستقطاب والتقارب.
أيضاً قطر في تصالحها لم تشترط تراجع المملكة عن تصنيف الاخوان بالارهاب ووضع شروط للإمارات ومصر متعلقة في تعديل توجههم وسياستهم نحو الاخوان ، وهذا ما يشير إلى ان هذه المصالحة تحمل نوع من التخلي القطري عن جماعة الاخوان.
فيما يتعلق بحزب الاصلاح فرع جماعة الاخوان باليمن ، أعتقد أحد الأمرين.
الأول ان يكون له طابع خاص وتتولى قطر نوع من تمثيله كما تتولى الإمارات تمثيل الانتقالي وعبره يتم نوع من الاشراك في المعركة العسكرية وادارتها أو في التوجه نحو اتفاق لايقاف الحرب.
الأمر الثاني ان يكون التعامل معه كالتعامل مع جماعة الاخوان داخل دول الرباعية وهنا سيكون التصالح مع قطر كفتح مجال لانتقال قيادات الاصلاح من الرياض للدوحة بطريقة تفرض تخليص اليمن من الارهاب الحوثي وحزب الاصلاح وتجعل خلاف التحالف مع الاصلاح لا يؤثر على الود مع قطر .