د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
قالوا عن اليمن وتاريخ من الخداع !!
عندما نعود ونقرأ التاريخ اليمني بتمعن وتفكير واعتبار يتضح لنا أن هناك سلسلة دموية من الأحداث السوداء الحافلة بالغدر والخيانة في التاريخ عامة واليمني خاصة .. فمنذ عهد الملك السبأي كرب إل وتر وحتى اليوم إذا قرأنا التاريخ سنجد آلاف القصص من الغدر ولكن ذاكرتنا الجمعية مثقوبة لأننا لا نقرأ ولا نعتبر ولا نستوعب دروس التاريخ التي مرت بالأجيال السابقة ونكرر نفس الخطأ كل مرة .
وفي العصر الحديث لليمن تاريخ حافل بالخيانات والغدر فعند دخول الأتراك إلى الساحل اليمني عام 1554م لحماية الثغور الإسلامية من الغزوات البرتغالية حوربوا وخرجوا مهزومين على يد الإمام الزيدي محمد المؤيد عام 1635م ثم عادوا ثانية إلى اليمن عام 1849م للتصدي للصليبيين لحماية المقدسات الإسلامية وخرجوا مهزومين على يد قوات الإمام يحيى حميد الدين عام 1911م وقد خلفوا ورائهم آلاف القتلى والمفقودين !!
مما تسبب في جرح نازف في ذاكرة الأتراك تتوارثه الأجيال عن اليمن وغدر أهله بهم ..وللمصريين تجربة مريرة في حرب اليمن عند قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م فقد ذكر وجيه أبو ذكرى في كتابه : " الزهور تدفن في اليمن " : أن شهداء مصر في حرب اليمن تقدر بعشرين ألف جندي وضابط .
وهكذا تورطت مصر في حرب اليمن وتحولت السرايا إلى كتائب ثم ألوية وتطلب ذلك جسراً جوياً وبحرياً هائلاً لنقل الجنود والمعدات والذهب حيث كانت القبائل تعلن ولائها للثورة بطريقتين إما بالقوة أو الذهب وكانت قبائل كثيرة تقبل الذهب وتعلن ولائها للثورة ثم وبعد عدة أيام تنقلب إلى الملكية مرة أخرى !!
وشواهد التاريخ كثيرة ومنها ما كتبه الأستاذ خالد الرويشان وزير الثقافة الأسبق
في مقال شجاع عن الخيانة في اليمن بعنوان : " تاريخ صنعاء " يقول فيه :
اسلم حاكمها باذان بن بهرام فأسلمت..فلما ادعى الأسود العنسي النبوة آمنت به وارتدت معه.. فلما قُتل الأسود وجاء مدد أبي بكر رضي الله عنه أسلمت من جديد.
جاءت الدولة الزيادية وتغلبت فاستسلمت وصارت زيادية !!
فلما ضعفت الدولة الزيادية أمام الدولة الصليحية استسلمت للصليحيين !!
استسلمت بسهولة للأيوبيين..فلما تغلب بنو رسول على اليمن صارت رسولية !!
ثم استسلمت لأبناء عبدالله بن حمزة(زيدي) وباعت حاكمها الإمام المهدي (زيدي أيضا) وقتلوه شر قتلة ودفنوه في مكان نفايات.وبعدها استسلمت بسهولة للسلطان عامر بن عبد الوهاب الطاهري وخذلت الإمام الناصر وباعته ونقله السلطان الطاهري من صنعاء مع نسائه وأسرته إلى تعز وأعطاه قصراً هناك أبقاه فيه فلم تمنع قبائل صنعاء التي كانت بالأمس تحت حكمه ترحيله أو تحاول فك أسره لأنها صارت طاهرية !!
ثم جاء الشراكسة المصريون فاستسلمت لهم مع أنهم ارتكبوا في صنعاء المجازر وسلبوا ونهبوا ، حتى جاء العثمانيون فاستسلمت لهم وصارت عثمانية بامتياز ،
ولما ضعف العثمانيون قاموا مع الإمام يحيى ضد العثمانيين وقتلوا العثمانيين ونكلوا بهم لأن الإمام أعطاهم وعودا براقة فقتلوا الجنود الأتراك ومالوا للإمام.وعند مقتل الإمام يحي صارت صنعاء ثورية دستورية !!
ولما جاء الإمام أحمد متغلبا ثارت معه ضد الدستوريين حتى إن شيخا من كبار مشايخ صنعاء كان يبكي على الإمام يحيى ويذم الثوار ويسبهم فجاءه رسول الثوار بصرة فيها مال فمسح دموعه، وسال لعابه وأخذ يدعو لجميل جمال العراقي (أحد قادة الثوار).كما ذكر ذلك الشامي في رياح التغيير!!
صفقتْ للحمدي ووالته ثم حذفته بسلة النسيان وفي عام 2014 رحبت بالحوثي وصارت صنعاء لأول مره بتاريخ اليمن وبتاريخ المذهب الزيدي، تحولت إلي شيعيه خمينيه فارسيه ايرانيه بامتياز!!
وقال الكاتب السعودي حمود الشهري :
الكثير من مشايخ القبائل بشمال اليمن خانوا بلادهم وباعوا ضمائرهم وقبلوا لأنفسهم الهوان والعار حين خضعوا للكذَّاب صالح ،والدجال الحوثي عبد الخميني عندما كان هؤلاء المشايخ يتبجحون بمواكب سيارات الدفع الرباعي كسلاطين بين قبائلهم في القرى والأرياف اليمنية بعد عودتهم من فنادق الخمسة نجوم بالرياض وجدة ومكة والمدينة، وسرعان ما ظهرت حقيقتهم كمرتزقة لحروب الحوثي ،ليس هذا فحسب بل لقد ظهرت لنا الصورة الحقيقية عن العقلية المتخلفة في شمال اليمن،وكشفت دناءة كثير من مشايخها القبليين الذين يمكن لأي أحد شراء وطنيتهم بأبخس الأثمان وتبين لنا انه لا يوجد وطنيين ولا حلفاء لنا ولا حتى شرفاء في أغلب مشايخ شمال اليمن، وهناك استثناءات قليلة في أماكن أخرى لهم التقدير ، هذه هي الحقائق وهذه هي النتائج ومن يعتقد بعكس ذلك فلينظر إلى حال اليمن وكيف سلمه هؤلاء المشايخ الجبناء وأبناءهم بالجيش بأمر من سيدهم لعملاء إيران
يقول لنا كفى وغيروا التعامل مع مشايخ القبائل باليمن فهم لا يهمهم بناء وطنهم ولا يفقهون غير منطق القوة في التعامل معهم ليس منطقيا بعد اليوم أن نتعامل بالمبادئ والمُثل والشهامة مع من خانوا وطنهم وتنكروا لعروبتهم، وإلاَ سنكون كمن يربي جرو الذئب ليقتل الغنم وقد يتنمر ويهدد حقل الجيران!!
وبعد هذا كله نقول في الختام : وبعد هذا كله كيف لشعب الجنوب أن يستمر مع هؤلاء القوم في شراكة أو وحدة وهم على هذا الحال والأدهى و الأمر أنهم فرخوا جماعات إرهابية مأجورة تنتسب للجنوب شعباً وأرضاً مع الأسف الشديد ، وأصبحوا أدوات إجرامية وبيادق مسلوبة الإرداة يحركها الطغاة كيفما شاؤوا .
د. علوي عمر بن فريد