محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
الدرس الكبير الذي فهمته قطر "الاخوان"
من يبحث عن السبب الحقيقي لخلافات قطر مع الكثير من الدول العربية وعلى رأسها المملكة الشقيقة سيجد أنه جماعة الاخوان التي أوهمت قطر وخدعتها وأستخدمتها أداة تخريب ضد أشقاءها العرب وتسببت لها بكل هذه المشاكل وكل هذه الخسائر.
معروف أن هدف جماعة الاخوان اسقاط انظمة دول الخليج بما فيها قطر ، ولذا سلكت طريقة خطيرة استقطبت قطر لتستخدمها لشق الصف الخليجي وتصادمه لتضعفه وتقسمه ويقضي بعضه على بعض.
أوهمت جماعة الاخوان قطر انها ستجعلها دولة عظمى وتمد نفوذها وتوسعها ، فظنت قطر أنها ستستخدم الاخوان وتستفيد من هذه الجماعة الممتدة داخل الكثير من الدول بما يجعلها مرجعية وحاكم امبراطوري نافذ ومتوسع ، ولكن الحقيقة ان جماعة الاخوان تستخدم قطر لتستفيد منها سياسياً وإعلامياً واقتصادياً حتى تحقق مآربها ثم تستغني عنها وهذا هو حال جماعة الاخوان وديدنها نحو الحلفاء ونحو الادوات التي تستخدمها من خارج تنظيمها.
رضاء جماعة الاخوان عن اردوغان ليس لشخصه أو لانها وجدته ناجحاً بعد تولي الرئاسة في تركيا ، ولكن لأنه يتبع تنظيم الجماعة وله مركز كبير داخلها تنظيمياً والتنظيم من اختاره ودفعه للوصول للرئاسة ولو كان اردوغان انضم للجماعة بعد توليه الرئاسة لكانت الجماعة ستطيح به بعد سيطرتها على مؤسسات الدولة في تركيا وتعين بديل عنه تابع للتنظيم ليصبح الرئيس منتمي للتنظيم قبل توليه الرئاسة وليس العكس.
ولذا فلو سيطرة جماعة الاخوان على منطقة الخليج ستتجه نحو الاطاحة بآل ثاني الأسرة الحاكمة لقطر وتعين بديل لها شخص يتبع تنظيمها لأنها لا تؤمن بالأسر كحاكمة للدول ولا تؤمن بالنظام الملكي والاماري والسلطني بل والجمهوري والفيدرالي وغيره ، هي تؤمن بنظام تنظيمها داخل الجماعة فقط.
مالذي جنته قطر من مكاسب من خلالها تأييدها لمشروع وسياسة جماعة الاخوان.
لا شيئ ،، انما خسرت اقتصادياً وسياسياً وإعلامياً ، بل وخسرت الكثير من اشقاءها العرب وبالذات دول الخليج والمملكة شقيقتها الكبرى.
صحيح انها كسبت تأييد قواعد جماعة الاخوان الذي لن يدوم لأنه تأييد لمصلحة الجماعة وليس لمصلحة قطر ، ولكنها خسرت أكثر من 95% من ابناء الوطن العربي من جميع الاحزاب والتكتلات ، واليوم بعد تصالح قطر مع المملكة يجب ان تستعيد ما خسرته وتحسن صورتها أمام اشقاءها وتستفيد من الدرس السابق الذي جعلها تجني تلك الخسائر ولا تكرر الخطأ.
هناك عدو مشترك هو في الأساس عدو لكل العرب وجميع انظمة الحكم العربية كمشروع إيران والمشاريع المشابهة له القادمة من خارج المنطقة العربية وهدفها السيطرة عليها وجعل العرب أدوات لها.
من يستهدف المملكة هو يستهدف كل الخليج وكل العرب .
وقوف المملكة ضد أي مشروع معادي ليس دفاع عن نفسها فقط وانما دفاع عن كل الخليج الكويت وقطر والبحرين وعمان والإمارات بل واليمن ومصر وبقية الدول العربية.
من لا يحب آل سعود لا يحب ال الصباح وآل نهيان وآل خليفة وآل ثاني ، ومن يكره السيسي يكره بقية رؤساء الدول العربية الذين رفضوا التبعية للمشاريع المعادية ويميلون نحو التوحد مع الخليج والوقوف مع المملكة ووراءها كون ذلك وقوف مع قضية عربية مصيرية وهدف عربي مشترك ومبدأ اخوي يرسخ صف موحد.
أي خلاف عربي داخلي وبالذات في الخليج لا يصب إلا في مصلحة المشاريع المعادية القادمة من خارج المنطقة العربية.
وأي تحالف لدولة عربية او خليجية مع أي من المشاريع المعادية لتتوحد معها ضد أشقاءها ليس إلا بمثابة من يتحالف مع عدوه ضد شقيقه كي يقتل شقيقه ويقتله.
تحالف قطر مع إيران ضد المملكة سابقاً كان يصب في مصلحة إيران التي لو استطاعت ان تقضي على المملكة ستقضي بعدها على قطر ، وهذا هو الحال فلو سقطت المملكة أمام تلك المشاريع المعادية ستسقط بعدها دول الخليج كلها بشكل سريع بل واليمن والشام كالأردن ، فالمملكة هي العقبة الكؤود امام تلك المشاريع والمفروض ان يقف كل الخليج والعرب معها.
سبب خلاف قطر مع المملكة هو تأييدها لسياسة الاخوان ومشروعهم ، وسبب تحالف قطر مع إيران هو خلافها مع المملكة ، فالاخوان هم سبب خلاف قطر مع اشقاءها وسبب تحالفها مع عدوها ضد أشقاءها ، وتصالح قطر مع اشقاءها خطوة تصب في مصلحة قطر التي يجب ان تعرف ان تصالحها وتحالفها مع اشقاءها هو واجب كون ذلك هو في الحقيقة من أجل قطر .
فخسارة قطر لاشقاءها هو خسارة لنفسها ، وتحالفها مع المشاريع المعادية هو أمر مرفوض وغباء وحماقة لأنه بمثابة من يتحالف مع الشيطان.