محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):

وينكم يا محور تعز ... وهل تستحي يا غريفيث ؟!

قامت ميليشيات الحوثي الارهابية باقتحام منطقة الحيمة بمحافظة تعز ، وارتكبت الكثير من الجرائم من قتل وابادة وتفجير منازل وتهجير وغيرها.
ليس ذلك بغريب على هذه الميليشيات ، فما فعلته في حيمة تعز فعلته في الكثير من مناطق اليمن بشرقه وغربه وشماله وجنوبه.
ولكن الغريب على محور تعز العسكري الذي ظل متفرجاً على ما يفعله الحوثي ، وكأن الأمر لا يعنيه.
وكان الأولى والأحرى والمفروض والواجب عليه ان يهب لنجده أبناء حيمة تعز ويدافع عنهم ويصد الحوثي ولا يدعه يسيطر على هذه المنطقة ويقترف الجرائم بحق ساكنيها.

أكثر من خمسين الف جندي يتبعون محور تعز العسكري من وحدات عسكرية ووحدات أمنية .
هؤلاء لم يتحرك منهم حتى جندي واحد.
لم تأخذهم النخوة ولا الغيرة ولم يعرفون ما هو دورهم وواجبهم.
لم تحركهم الأخلاق ولم يحركهم الواجب الوطني.
فظلوا يتفرجون على ما يحدث لأبناء حيمة تعز والحوثي منفرد بهم ، وكأنهم مؤيدين للحوثي او متفقين معه.

محور تعز الذي لم يستطع تأمين تعز المحررة ، فهناك انفلات أمني وهناك جرائم ترتكب ... والسبب يعود لأن التشكيلة العسكرية داخل هذا المحور على هيئة عصابات تتقاتل احياناً فيما بينها ومشغولة بتقاسم اتاوات تعز ونهبها .
وهذا ما جعل تعز المحررة تخلصت من الميليشيات الحوثية واستبدلتهم بعصابات تحت غطاء الدولة.
ولهذا الأمر فشلت تعز في تأمين المحرر وعجزت في استكمال تحرير ما لم يتحرر.

للأسف الشديد أصبح محور تعز لا يهمه الحوثي والمناطق التي لم تتحرر.
وانما يهمه قوات الساحل ، ويهمه قوات أبو العباس.
يهمه كيف يتجه نحو المخا ولحج ولا يهمه التوجه نحو الحوبان.
هو فاشل في التأمين داخل تعز وعاجز عن التحرير لبقية تعز ، ولم يفتح باب الشراكة لبقية الاطراف ليوحد الصف ضد الحوثي ، ولا باب الامداد والاستعانة بقوات اخرى من الساحل للتخلص من الحوثي.

الأمر الآخر تعمد الحوثي الهجوم على حيمة تعز في الوقت الذي تحرك به المبعوث الأممي غريفيث نحو الرياض والتقى بالرئيس هادي ونحو عدن والتقى بالحكومة للتشاور والدعوة إلى التفاوض لاحلال السلام باليمن وايقاف الحرب.
وهذه رسالة وجهها الحوثي للجميع ، الاطراف اليمنية المناهضة للحوثي ودول التحالف العربي والمجتمع الدولي ، مفادها التحدي والاصرار على الحرب وعدم ايمان الحوثي بأي سلام او استجابته لأي تصالح.
فهل يستحي المبعوث الأممي الذي يدعو للسلام في ظل اصرار الحوثي على الحرب والعداء ومواصلة ارتكاب الجرائم ، وكان الأولى ان يدين غريفيث هذا التصعيد الحوثي وهذه الجرائم ويطالب بتصنيفه بالارهاب.