محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):

بين اليمني الملك والأمير والسلطان والهاشمي السيد

العمل واضعاف القبيلة اليمنية أمام الحوثي عندما لم تعرف من أنت وماذا يجب ان تعمل تصبح مجرداً تابعاً لمن يفترض ان يكون تابع لك.

منهم القبائل ومنهم السادة وما عمل كل منهما ؟
القبائل هم الذين أصولهم يمنية وحكام بلادهم والسادة هم الذين جاءوا من خارج اليمن لمهمة تعليم اليمنيين وخدمتهم ولا يجب ان يكونوا حكاماً على أهل اليمن.

دعوناً أولاً نتحدث عن القبائل ثم ننتقل للسادة.
كل أهل اليمن قبائل ومن ليس بقبيلي ليس بيمني.
والتقسيم اليمني لأهل اليمن منذ فجر التأريخ اطلق عليهم اربعة اسماء لنوعية عملهم واسمين لواقعهم داخل وطنهم كأفراد.
الملك والأمير والسلطان والنقباء.
كل أساس قبائل اليمن يتضمن عملهم كملوك وأمراء وسلاطين وهذه الأسماء كانت تشمل منبع قبائل اليمن في الجنوب لحج يافع والممتد داخلياً لتعز والحديدة وإب أبين ، ومنبع حضرموت الممتد داخلياً لشبوة ومأرب والمهرة.
الملك والأمير والسلطان هو الحاكم وما كل قبيلة في اليمن إلا وتعتبر من احفاد الملوك والأمراء والسلاطين.
النقباء كانت كلمة تطلق على عدة افراد داخل كل قبيلة يتميزون بالفهم والحاشية لقائد القبيلة ويمثلون القبيلة لجانب قائدها  وكانت القبائل التي تعود منبعها لصنعاء كبكيل يسمون النقباء.
فاليمن كقبيلة واحدة كان منبع لحج يافع وحضرموت يعتبرون الملوك والسلاطين والأمراء ومنبع صنعاء النقباء.
ليس هناك شيخ للقبيلة كحاكم لها ، وانما الشيخ من كبر سنة وكل الذين اصبحوا كبار في السن داخل كل قبيلة يعتبروا شيوخ لكبر سنهم وليس لأنهم حكام القبيلة.
الاطلاق على كل الافراد داخل نطاق اليمن ينقسم ما بين حكام وحكماء.
الحكام هم الملوك والأمراء والسلاطين والحكماء هم الافراد الذين يقتصر عملهم على الزراعة والبناء ولديهم من العلم في جانب الأدب لأنهم كانوا يتوارثون الشعر والحكم بدون تعليم.

ثانياً : السادة.
اطلق هذا اللفظ في اليمن على من يعمل في جانب التعليم يعلم ابناء القبائل أو يخدمهم في الاعراس والمناسبات وينظف منازلهم.
والدليل الأمثلة اليمنية التي تقول ياسيدنا قم قرأنا وخادم القوم سيدهم.
لازال حتى بداية انتشار المدارس الحديثة في اليمن بعد قيام الجمهورية ، كان يطلق على الذي يقوم بمهمة التعليم في المعلامة بسيدنا.
أي كل من يقوم بهذه المهمة يسموه سيد.
أيضاً اليمنيون كانوا مؤدبين تجاه خدامهم ، ولذا من يعمل في جانب التنظيف والخدمة بالمناسبات يدعونه بالسيد واطلقوا هذا المثل خادم القوم سيدهم ومعناه من يقوم بخدمة القوم يسموه السيد .
تطابق هذا المسمى مع توجه بعض من بني هاشم بعد الاسلام الذين توجهوا نحو التعليم والزهد واعتقدوا ان انتسابهم لآل البيت يفرض عليهم تعليم الناس الخير ووعظهم وارشادهم.
ولذا اطلق عليهم لفظ السادة في اليمن لأنهم جاءوا للتعليم وأصبحوا من ضمن من يقوم بالتعليم والخدمة فالجميع يعتبروا سادة يعلمون أبناء اليمن ويخدمونهم وليس ليحكمون لأن الحكم من مهمة اليمنيين اهل البلد ويكون لأبناء الملوك والأمراء والسلاطين وليس لأبناء السادة.

في عهد ما بعد الاسلام تم استقطاب معلمين من خارج اليمن لنشر عملية التعليم الديني مشابه للذي حدث بعد قيام الجمهورية من استقطاب مصريين وسودانيين إلا ان هؤلاء عادو لأوطانهم نظراً لوجود وسائل النقل والتواصل الحديث بينما أولئك حلو في اليمن وكانوا اليمنيون يعطون لهم جزء من ثمار مزارعهم كأجر لهم مقابل تفرغهم لتعليم أبناءهم ، ولكنهم استخدموا عملية التعليم لغرس مفاهيم خاطئة في الاعتقاد وحرفوا التعليم عن مساره بما يخدم مشروع يتجه نحو ان يجعلهم حكاماً على اليمن بدل ان جاءوا معلمين وخدم وجعلوا ما كان يعطيهم من جزء من ثمارهم مقابل التعليم كقانون يفرض لهم الخمس .

التقسيم الذي جاء موخراً ليجعل اليمنيين بين طبقات كمشائخ وقضاة وفقهاء هو في الاساس جاء لكي يلغي المفردات الحقيقية لأصول القبائل  اليمنيين كملوك وأمراء وسلاطين وحكماء بما يجعل السادة أرفع شأنا من القبائل ويجعل القبائل عدة طبقات بدل ان كانوا طبقة واحدة ويجعل الافضلية للحكم لمن يأتي من خارج اليمن بدل ان يكون لأهلها وأبناءها.
والحقيقة لم تكن هناك في اليمن غير طبقتين القبائل والسادة.
القبائل اهل اليمن والسادة القادمون من خارجها.
القبائل ملوك وأمراء وسلاطين ونقباء والسادة خدم وعبيد وأجراء.
القبائل كحكام وحكماء كالراعي والرعية في الاسلام وكالحكومة والشعب في عصرنا الحالي والسادة كعمالة وافدة من الخارج.

لفظ السادة في اليمن جمع كل من جاء من خارج اليمن لمهمة الخدمة او التعليم بالاضافة لبقايا الاحتلال الذين تحولوا لخدام داخل اليمن بعد تحريرها.
اليمنيون اطلقوا عليهم السادة من باب الاحترام .
فالسيد خادم لليمني الملك والأمير  والسلطان ولا يصح ان يكون حاكماً عليه.
لا نحب العنصرية ونعتبر الجميع سواسية قبائل وسادة ، ولكن عندما تدعي تلك السلالة احقية حكمهم لنا ليكذبوا على الدين والتأريخ ، سنرفضهم وندافع عن هويتنا وتأريخنا  ونقول لهم اعرفوا من تكونوا وما هو عملكم .
الهاشميون الحقيقيون هم الذين يظهرون آل الببت انهم معلمين للخير واصحاب دين وزهد وورع ولم يكن همهم سلطة او حكم او مغنم دنيوي ولم يستعلوا على احد بعرقبتهم ومن يمضي بغير هذا الاتجاه فليس بهاشمي ولا من آل البيت.