محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):

الإرهاب بين تصنيف أمريكا للحوثي وتصنيف المملكة للإخوان

ثلاثة اطراف ارهابية في اليمن ، وثلاثة جوانب للتعامل  ، هي جميعها معطيات يتم من خلالها التشخيص الحقيقي للواقع ومتغيراته.
لكي نكون واقعيين وموضوعيين ولا نذهب للكثير من التأويلات ، يجب ان نفهم أن تعامل المجتمع الدولي مع الحوثي بعد تصنيفه بالارهاب من قبل أمريكا سيكون كنفس تعامل المملكة مع جماعة الاخوان كفرعها في اليمن حزب الاصلاح ، وعلى ضوء هذا سيكون ذاك.

ثلاثة اطراف مصنفة بالارهاب في اليمن.
الأول تنظيم القاعدة والذي اشتبه بتقاربه  وتبعيته  قسم من الجماعة السلفية وليس كل السلفيين، كون هذا القسم تم اختراقه من قبل القاعدة واصبح يعمل من داخله.
الثاني ميليشيات الحوثي والتي صنفتها أمريكا مؤخراً.
الثالث حزب الاصلاح فرع جماعة الاخوان باليمن والذي يعتبر ارهابياً كون المملكة صنفت جماعة الاخوان بالارهاب وليس من المقبول او الواقعي ان يتم اعتبار هذا الحزب ليس من الجماعة كون ذلك يعتبر مغالطات وتناقضات.

تصنيف أمريكا للحوثي وتصنيف المملكة للاخوان ، له تقارب وتشابه مما يدل على ان هناك توحد في التعامل من قبل من اصدروا التصنيف كما يفرض توحد في التعامل نحوهم ، وهذا ما يتضح من خلال ثلاثة جوانب.

الجانب الأول : التوقيت
جاء تصنيف وزارة الخارجية الأمريكية للحوثي بالارهاب ، بعد مدة لم تتجاوز ستون يوماً منذ قيام المملكة العربية السعودية الشقيقة بتصنيف جماعة الاخوان بالارهاب.

الجانب الثاني : الهدف.
وسيكون طريقة ضغط ووسيلة تهديد.
أعتقد ان تصنيف المملكة للاخوان كان بمثابة طريقة ضغط لاجبار حزب الاصلاح على القبول باتفاق الرياض ، ووسيلة تهديد لكي لا يسعى لخلخلة الاتفاق ومحاربته بعد تشكيل الحكومة من خلال نشر الاعمال الارهابية في المناطق المحررة من اغتيالات وتفجيرات وتصعيد.
وكذلك أمريكا من تصنيفها للحوثي للارهاب ، سيكون وسيلة ضغط لارغام الحوثي على القبول بحل سياسي ، ووسيلة تهديد لكي لا يحارب الحل السياسي ليتنصل عنه بعد ويفشله بعد التوقيع عليه.

الجانب الثالث : حُجة.
تصنيف الحوثي بالارهاب سيكون حُجة على أمريكا نستطيع من خلالها ان نطرحها أمام الأمر الواقع لنقلص تعاونها مع الحوثي من باب انه لا يصح ان تكون هناك أي تصالحات مع الارهاب مما يخدم الحسم العسكري ، ولكن هذه الحجة ستضعفها  أمريكا من خلال استدلالها بموقف المملكة الذي صنف الاخوان بالارهاب ولازالت تدعم حزب الاصلاح وتقبله كطرف داخل الدولة اليمنية ومشارك بالاتفاقات.
وهنا لابد ان تتخلى المملكة والدولة اليمنية عن هذا الطرف لكي تتخلى أمريكا عن القبول بحل سياسي مع الحوثي ويتم التوجه نحو الحسم العسكري وفق معركة لتخليص اليمن من الارهاب الحوثي والاخوان والقاعدة، وتصبح المعركة ليست بين الدولة اليمنية والانقلاب الحوثي ، ولكن بين الدولة اليمنية مسنودة بالتحالف العربي عسكرياً  والمجتمع الدولي سياسياً وبين الارهاب .