فتاح المحرمي يكتب:

إلى أبناء الجنوب في ذكرى التصالح والتسامح

في مثل هذا اليوم 13يناير، العام 2006م، اسس نخبة من أبناء الجنوب، وانطلاقا من جمعية ردفان بعدن، لمرحلة جديدة في تاريخ الوطن الجنوبي .. مرحلة جعلت من ذكرى يناير المشؤوم على أبناء الجنوب، حدث للتصالح والتسامح الجنوبي، وطي صفحة الماضي.
وانتج هذا الحدث ثمرة التصالح والتسامح، التي انبثق منها فجر الثورة الجنوبية بقيادة العسكريين الجنوبيين، بإطلاق شرارة الحراك السلمي الجنوبي، ومن ثم السير وصولا إلى ما تحقق اليوم سياسيا وعسكريا بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.
وهذه الثمرة (التصالح والتسامح) تتطلب من كل الجنوبيين الحفاظ عليها وعدم التفريط فيها، وفي هذا المبدأ الذي هو من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
وتأتي المرحلة الراهنة وما يكتنفها من تعقيدات لتستوجب على الجنوبيين تعزيز هذا المبدأ، والقبول بالآخر والجلوس معه، والتركيز على نقاط الاتفاق التي نحن مجمعين عليها، والبحث عن تقارب في النقاط والرؤى الذي قد نختلف فيها او إهمالها، وعدم الانجرار او تنفيذ أجندات قوى نظام صنعاء وكل من يعادي الجنوب شعبا وانسانا ويطمع في ثروته واستمرا نهبها.
كما أن هذه الثمرة تتطلب منا نحن الشعب في الجنوب، وأخص بالذكر مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي، إلى الكف عن التحريض ضد بعضنا البعض، وتأجيج الصراعات، وإشاعة الخلافات، وتوزيع صكوك التخوين، وقبل كل ذلك علينا نبذ التفرقة والمناطقية والعنصرية قولا وعملا.
إذ يتوجب علينا كمستخدمي برامج التواصل الاجتماعي، أن نرشد استخدام هذه التطبيقات ونعكسه بصورة إيجابية، على وحدة الصف الجنوبي وتعزيز التقارب والالتفاف حول قضيتنا الجنوبية وهدفنا في بلوغ الغاية المنشودة وبناء الدولة الجنوبية التي تكفل كل الحقوق دون ظلم او تهميش، وذلك بالمضي في المسار السياسي الذي تقتضي المرحلة من المجلس الانتقالي سلوكه نظرا لارتباط الأهداف والمصالح والأهداف بمصير مشتركة، لا مناص من أن يتوج في الختام بتحقيق تطلعات شعبنا الجنوبي، ومن يرى في هذا المسار مخاطر، فلا يستدعى منه العمل ضد ولكن على الأقل أن لم ينفع لا يضر، فالمرحلة صعبة ومن الطبيعي أن نواجه مخاطر.