محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):

فضيحة غريفيث ارتكاب خطأ وتصحيح خطأ ووضع حل

احاطته لمجلس الأمن الدولي والتي طالب فيها بإلغاء التصنيف الأمريكي لميليشيات الحوثي بالارهاب ، كانت فضيحة كبيرة وسقوط مدوي وظهور مخزي أمام العالم ، وكأنه أصبح مارتن بدر الدين الحوثي وليس مارتن غريفيث المبعوث الأممي إلى اليمن.
هذه الفضيحة كشفت ثلاثة جوانب.

الأول : ارتكاب خطأ.
موقف الأمم المتحدة ومبعوثها مارتن موقف متحيز متعصب مع الحوثي ومساند له ، ولذا فهي ترتكب خطأ في اليمن منذ بداية الحرب من خلال دعمها للحوثي سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.
سياسياً من خلال ما ترفع من احاطات مغلوطة للمجتمع الدولي بما يخدم الحوثي.
عسكرياً من خلال ايقاف تقدم معارك التحرير عبر دعوتها لاتفاقات وابرامها لتلزم بها الطرف الآخر ولا تلزم الحوثي.
اقتصادياً من خلال من تسخير كل اعمال الاغاثة بما يصب لصالح الحوثي ويرفده اقتصادياً.

الجانب الثاني: تصحيح خطأ.
كان هناك مفهوم خاطئ لدى الكثير مقتضاه ان ايقاف معركة تحرير الحديدة واتفاق استولكهولم كان عبر توجه مشترك بين التحالف العربي الذي تقوده المملكة والأمم المتحدة.
ولكن تصنيف أمريكا للحوثي بالارهاب والذي سعت له المملكة ، وموقف المبعوث الأممي غريفيث الدي طالب بالغاء ذلك التصنيف ، كشف عن اوجه التضاد بين المملكة والأمم المتحدة ، إذ كانت المملكة ضد ايقاف تحرير الحديدة واتفاق السويد ، بينما الأمم المتحدة تقف مع الحوثي وتتخذ سياسة هي في الأساس ضد التوجه الحقيقي للمملكة بل تحارب بها المملكة وتخدم إيران.

الجانب الثالث : وضع حل.
الحل في اليمن المفروض حالياً هو تغيير المبعوث الأممي مارتن وعدم التعامل معه وعدم القبول به ، كون الرجل لم يكن صاحب موقف وسطي وانما متحيز وواقف مع الحوثي .
أيضاً لأنه اصبح ارهابي ومجرم بنفس الوقت.
ارهابي يقف مع الارهاب الحوثي.
ومجرم يبرر لجرائم الحوثي ويدافع عنها ، فمارتن كان سبباً لتمادي الحوثي في الارهاب والجرائم وهذا ما يتطلب عزله ومحاكمته.

منذ بداية عمله في اليمن كمبعوث أممي ، يستخدم مارتن طريقة مخادعة يغالط بها بقية الاطراف ويخدم الحوثي بشكل خفي.
يطالب بالسلام ويصرح احياناً باستنكار للحوثي يدينه في بعض تصرفات عبر تغريدات او منشورات ، لكنه يرفع تقاريراً تعرقل الموقف المطلوب للمجتمع الدولي ضد الحوثي وتمنح الحوثي مساندة دولية لبقاءه وقوة وجوده.
ولكن بمطالبته بالغاء تصنيف الحوثي بالارهاب انكشفت كل مغالطاته وأساليبه الملتوية.. وأسقطت كل الاتفاقات التي تم ابرامها في عهده كإتفاق السويد ، وبدل ان يقود اليمن نحو اتفاقات قادمة يجب الغاء كل الاتفاقات السابقة كونها ليست وسطية ولا موضوعية ، وانما تخدم الحوثي وتجعل ارهابه برعاية أممية .