محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
مقتل صالح وتصنيف الحوثي بالإرهاب
من ضمن الأسباب التي أدت لتصنيف ميليشيات الحوثي بالارهاب ، هو قتلهم للرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمه الله ، إذ لو كان الرجل حياً وحافظت ميليشيات الحوثي على علاقتها معه ، لكان أكبر عائق سياسي أمام تصنيفها بالارهاب من قبل أي جانب دولي كأمريكا ، نظراً لأن الرجل يمتلك اعتبار سياسي كبير كونه تقلد حكم اليمن لمدة 33 عاماً ومؤسس ورئيس أكبر حزب سياسي في البلد.
الجرائم التي يرتكبها الحوثي كثيرة لتدلل على انه ارهابي ، ولكن جريمة مقتل صالح أبرزها ، وذلك لأنها كشفت ارهاب الحوثي عبر جانبين.
الجانب الأول : قتل شريكهم السياسي وهذا هو حال الارهاب لا يؤمن بالشراكة السياسية ولا يقبلها.
الجانب الثاني : مارست ميليشيات الحوثي نوع من التمثيل بجثة صالح ، من حيث اظهارها داخل بطانية وهي مفتخرة ليشاهد ذاك العالم ، وهذا هو طبع الارهاب الذي لا يكترث لارتكابه الجريمة .
أدركت ميليشيات الحوثي الخطأ الذي ارتكبته بخلافها مع صالح وقتلها له من حيث الخسارة السياسية التي ستلحق بها بما يفقدها أي ثقل سياسي حقيقي أمام المجتمع الدولي ، فتوجهت مباشرةً بعد قتله لمحاولة ترميم ذاك الخطأ عبر فرض الاقامة الجبرية لبعض قيادات مؤتمرية موالية لصالح واجبارها على تشكيل جزء من حزب المؤتمر كمساند لها ، ولكن ذاك الترميم فاشل لأنه لم يستطع تغطية الفراغ السياسي الذي تركه صالح ، بالاضافة إلى ان اولئك القيادات لم يكونوا مقتنعين بولاءهم للحوثي وانما مكرهين حتى لا يحدث لهم مثل ما حدث لصالح ، وأما الموقف الحقيقي لمؤتمر صالح وانصاره بعد مقتله ، يتمثل بأولئك الذين اتجهوا نحو المناطق المحررة واتخذو موقف سياسي وإعلامي وعسكري ضد الحوثي.
جريمة مقتل صالح ومحاكمة عدد من الشخصيات التي تواليه ، واختطاف وسجن عدد من النساء التي خرجت لتناصره ، يجب ان تكون ملف منفرد يضاف لملفات جرائم الحوثي ، ويتم تقديم هذا الملف للمجتمع الدولي كإثبات على ارهاب الحوثي ومطالبة بمحاكمته.
ولكن الخلل يكمن في عدم استشعار عائلته المسؤولية لتكليف فريق قانوني يطرح قضية مقتل صالح على المنظمات الحقوقية العالمية والجوانب الدولية.
التوجه ضد الحوثي عبر الجانب العسكري والإعلامي فقط توجه ناقص ، وكان يفترض اضافة الجانب السياسي الحقوقي المتضمن رفع جريمة مقتل صالح للمحاكم الدولية ، فالمعركة ضد الحوثي هي عسكرية إعلامية سياسية.
قتلت ميليشيات الحوثي الارهابية الشهيد صالح قبل أكثر من ثلاث سنوات ، ولا زالت إلى اليوم معتقلة لبعض من أقاربه كابن اخيه محمد بن محمد عبدالله صالح ونجل ابن اخيه عفاش طارق .