محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
أمريكا وكيفية السلام مع الحوثي
قرار الولايات المتحدة الأمريكية برفع دعمها عن التحالف العربي فيما يخص الحرب في اليمن ، وتعيينها مبعوث أمريكي إلى اليمن ، وتوجهها الجاد لاحلال السلام ,، يجب ان يكون متطابقاً ومتوائماً مع الواقع اليمني ، حتى يتم تحقيق السلام بحق وحقيقة لا مجرد شعارات ومغالطات.
وتحقيق السلام الحقيقي في اليمن لن يتم إلا اذا تم النظر لميليشيات الحوثي من ثلاثة جوانب.
الجانب الأول : الحوثي أساس المشكلة.
هذه الحرب التي تدور في اليمن سببها الحوثي الذي أخذ السلاح ووجهه لصدور اليمنيين ، غاب السلام منذ ان ظهر الحوثي وتقدم يشن حرباً من معقله في صعدة حتى سيطر على الكثير من المحافظات.
وتحقيق السلام يكمن في قيام الحوثي بتسليم كلما لديه من سلاح ، وينسحب من كل الجبهات ، ويرفع راية الاستسلام .
الجانب الثاني : الحوثي انقلابي على الدولة.
اندثر السلام منذ ان قام الحوثي بالسيطرة على مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء وأكثر المحافظات.
وتحقيق السلام يكمن في قيام الحوثي برفع يديه عن كل مؤسسات الدولة وتعود الدولة لتبسط سيطرتها على كل المحافظات بما فيها صعدة معقل الحوثي.
غاب السلام بسبب انقلاب الحوثي على الدولة ، وعودة السلام مرهون بعودة الدولة وتخليص كل مؤسساتها من الانقلاب الحوثي.
الجانب الثالث : الحوثي متطرف ارهابي.
غاب السلام بسبب قيام الحوثي بارتكاب ابشع الجرائم بحق الشعب اليمني ، وهذه الجرائم ناتجة من نهج الحوثي الارهابي الدموي ، وهذا النهج ناتج من فكره المتظرف وثقافته الانتقامية.
وعودة السلام لن يتم إلا بتخلي الحوثي عن فكره المتطرف الارهابي ، وهذه هي النقطة الصعبة ، إذ ان الحوثي لا يمكن ان يتخلى عن فكره المتطرف الارهابي ، وهذا ما يعني استحالة احلال السلام في ظل بقاء نشاطه الفكري. فلا يمكن تحقيق السلام في ظل بقاء الارهاب ، ولا يصح التصالح والشراكة مع الارهابيين.
إذا قام الحوثي بتسليم كلما لديه من اسلحة وانسحب من كل الجبهات واعلن الاستسلام.
واذا سلم كل مؤسسات الدولة للدولة.
واذا اعلن تخليه عن فكره الارهابي وتعهد بعدم ممارسة اي نشاط فكري متطرف داخل اليمن لتلغيم المجتمع اليمني بالفكر المتطرف.
بعدها يمكن تحقيق السلام مع الحوثي بعد ان يعلن نفسه حزب سياسي وفق تصالح يقوم على أساس المرجعيات الثلاث المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي.
وعلى كلٍ تحقيق السلام في اليمن لن يتم الا بالقضاء على الحوثي ، لأن الحوثي لا يؤمن بالسلام ، ومن المستحيل تحقيق السلام في ظل بقاء من لا يؤمن به.