الكيس والجرذان وفرق تسد !!

يحكى أن احدهم ركب القطار وجلس بجانب فلاح مسن، وكان بين قدمي هذا الفلاح كيس من الكتان .وبعد أن بدأت رحلة القطار كان الفلاح في كل ربع ساعة يقوم بتقليب الكيس و خلطه ، ثم يثبته بين قدميه ويرتاح ، و استمر على هذا الحال طيلة الطريق ...استغرب الرجل من صنيع الفلاح فسأله : لماذا تقوم بتقليب وهز هذا الكيس كل مدة؟ فقال الفلاح: هذا الكيس فيه جرذان، ولو تركتهم دون تقليب وهز لأكثر من ربع ساعة سترتاح، وكل واحد منها سيحفظ مكانه ويستقر فيه، وسينسى أصحابه و الخطر من حوله، ويبدأ بقضم وخرم الكيس ،ويخرج ببساطة، وسينتج بعدها مصيبة؛ لذلك أقوم بخلط الكيس كل ربع ساعة ،و أسيطر عليها؛ لكي تتعارك
وتتقاتل وتختلف فيما بينها، فيغفلوا عن الكيس، وأصِل إلى مركز البحوث بسلام.
فأعجب الرجل من صنيع الفلاح ومن هذه النظرية (( نظرية كيس الفئران((.
نستنتج ما يلي :
*هكذا هي سياسة وفلسفة الغرب وأعداء اﻷمة ، تعاملوا معنا بدهاء، أشغلوا الوطن العربي وشعوبه ، فكلما استراحت شعوبنا من مصائبهم أطلقوا الدسائس والفتن، وقاموا بتحريك الكيس ، وزادوا الفوضى والكراهية بين المسلمين، وأطلقوا الشعارات الكاذبة في محاربة الإرهاب؛ كي يبقوا متحكمين ومسيطرين على الساحة السياسة والاقتصادية في الوطن العربي و الإسلامي، فكلما حرك الغرب و أعداء اﻷمة الكيس نتقاتل ونتعارك فيما بيننا وننسى أننا ضمن كيس واحد و خطر واحد
إنها سياسة و نظرية كيس الجرذان المنبثقة من سياسة و نظرية فرق تسد!!
وهذه القصة تحاكي واقعنا بالأمس اليوم وما يجري في بلادنا كما أنها تحاكي فترة الاحتلال البريطاني وبعد أن خرج من ديارنا اتفق مع " الفلاح الغشيم " على أن يسلمه البلاد والعباد مع كيس الجرذان ، ولكن الفلاح الغشيم كان أحمق ضيق الصدر انشغل بخلافاته وخصوماته مع أقربائه وجيرانه فغفل عن الكيس وتمكنت بعض الفئران من الخروج وكان يلاحقها ويقتلها وفي نهاية المطاف هربت جميعها وتمكن جاره الكثير الأولاد من احتواء الفئران الهاربة وإدخالها في كيس كبير يحتوي على أعداد كبيرة من الفئران الأخرى ..وقام جاره بحبسه داخل غرفة ضيقة
وأحكم سيطرته على الفلاح الغشيم وجرذانه التي تحاول حتى الآن الخروج من الكيس وكلما حاولت الخروج هز جاره وأولاده الكيس حتى تدوخ من جديد ولا زالت تحاول الخروج من الكيس دون جدوى !!
هذه قصة رمزية وأترك لكم تأويلها وتفسيرها ،والسؤال هو :هل تستطيع الفئران الخروج من الكيس ؟!!
د. علوي عمر بن فريد