د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
أسباب سقوط الدول !!
سنتناول في هذا المقال أسباب سقوط الدولتين الأموية والعباسية كما يلي :
أولا: الدولة الأموية :
تعد الدولة الأموية أكبر إمبراطورية عربية في التاريخ حيث كان تحت حكمها ثلث سكان العالم إلا أن حكمها لم يستمر إلا تسعين عاما .
أسباب السقوط :
1. معركة كربلاء: تعدّ معركة كربلاء إحدى أهم أسباب سقوط الدولة الأموية، وهي المعركة التي قتل فيها الحسين بن علي ومجموعة من آل البيت النبويّ، فأصبحت غالبية المسلمين ضد الحكم الأموي بعد هذه المعركة.
2. الشيعة والخوارج: الذين حاربوا كل حاكم أموي تقريبًا، وكان لهم مناصريهم من الشعراء ومن عامّة الناس، مما أسهم في إضعاف الأمويين .
3. الخلافات القبلية: وانتشار العداء بين القبائل بسبب دعم الدولة الأموية لبعض القبائل بما يناسب مصالحها.
4. الحكومة المتسلسلة: وتوريث الحكم في الدولة على عكس ما يرغب به المسلمون.
5. معارك الخزر: وقد كانت المعارك بين الدولة والخزر في بلاد القوقاز كبيرة مما اضطر الأمويين إلى إرسال معظم جيوشهم بعيدا عن الشام، وقد استغلّ العباسيون هذه الظروف كلّها، واستطاعوا في نهاية المطاف من إسقاط الدولة الأموية وقتل الأسرة الأموية كلّها، ولم ينجُ منهم سوى حفيد هشام عبد الرحمن الداخل الذي هرب إلى الأندلس، وأقام دولة إسلامية فيها، وأعلنها تتمة لخلافة الأمويين.
6. معركة الزا ب الأعلى : التي دارت رحاها قرب نهر الزاب الكبير أحد روافد دجلة الذي يقع في شمال العراق عام 132هجرية، وقد قامت هذه المعركة بين الخليفة الأموي الأخير مروان بن محمد وبين عبد الله بن علي بن عبد الله وهو أمير عباسي، وقد استمرت تسعة أيام، وانتصر العباسيين وفر جيش مروان بن محمد الأموي وقتل فيما بعد في مصر ولم ينجُ من الأمويين إلا عبد الرحمن بن معاوية الذي فرّ إلى الأندلس وأقام فيها الدولة الأموية الثانية.
ثانيا : أسباب سقوط الدولة العباسية:
من العوامل الرئيسية التي أدت إلى سقوط الخلافة العباسية هي:
1 - دخول عناصر جديدة غير عربية وهم الفرس لمساعدتهم في قيام الدولة العباسية ، لذا تم تقليدهم مناصب عليا، حتى أصبحوا ينازعوا الخلفاء، ويتحدونهم ويحاولون نقل الخلافة لمركز خرا سان،
2- توغل الأتراك ا في السلطة وأصبحوا قادرين على التنصيب والعزل.
3- تعدد ولايات العهد ظهر ذلك جليا بما فعل هارون الرشيد مع أبنائه،
4 - اتساع رقعة الدولة ورثت الدولة العباسية دولة عظيمة المساحة من الأمويين، امتدت من حدود الصين وحتى المحيط الأطلسي، ومع ضعف الدولة وخلود الخلفاء في العصر الثاني للترف والبذخ، أصبح من العسير إحكام القبضة على أطراف الدولة المترامية.
5 - النزاعات بين الخلافات الإسلامية أدى صراع الخلافة العباسية مع الخلافة الأموية في الأندلس، والخلافة العبيدية في شمال إفريقيا لضعف وانهيار الدولة العباسية.
6 - انفصال بعض الولايات نتيجة لاتساع مساحة الدولة، وعظم حجمها، وضعف الخلفاء، ظهرت نزعات انفصالية في ولايات الدولة العباسية؛ بسبب طمع الولاة ومنها: دولة السلاجقة في العراق وفارس. الدولة الأموية في الأندلس. الدولة الطولونية الإخشيدية في مصر والشام الدولة الزيدية في اليمن ، والصفارية، والسامانية، والبويهية في فارس. الدولة الأغالبة، والأدارسة، والفاطميين، ثم الموحدين في شمال أفريقيا. الحمدانيين في الأندلس.
7 - ضعف الخلفاء وظهور الزنادقة انصراف الخلفاء، وأبنائهم ووزرائهم على الشهوات والملذات، وتركهم زمام الأمور للعناصر غير العربية، وظهور طوائف المعتزلة والرواندية، والخرمية، وبدعهم مما أدى لانقسام الدولة، وتفشي الصراعات فيها.. إنهاك خزينة الدولة بالنزاعات، والخلافات، والحروب الدائرة، مع الدول المجاورة بقصد استنزافها.
8 - نهاية الخلافة العباسية انتهت الخلافة العباسية باجتياح التتار بقيادة هولاكو بغداد وقتل الخليفة المستعصم بالله عام 656م.
نهاية الدولة العباسية وسياسة المغول :
عندما هاجم ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻐﻮﻟﻲ" ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ " " ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺨﺎﺭﻯ" ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻗﺘﺤﺎﻣﻬﺎ ﻓﻜﺘﺐ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ : ﺃﻥ ﻣﻦ ﻭﻗﻒ ﻓﻲ ﺻﻔﻨﺎ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ ...ﻓﺎﻧﺸﻖ أهل المدينة ﺇﻟﻰ ﺻﻔﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ...ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﺭﻓﺾ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓوافق ﻓﻜﺘﺐ" ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ " ﻟﻤﻦ ﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺿﻮﺥ إن ﺃﻋﻨﺘﻤﻮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺎﻝ ﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﻣﻨﻜﻢ، ﻧﻮﻟﻜﻢ ﺃﻣﺮ ﺑﻠﺪﻛﻢ. ﻓﻨﺰﻟﻮﺍ ﻷﻣﺮﻩ ﻭﺩﺍﺭﺕ ﺭﺣﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ..ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﻃﺮﻑ" ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ " ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺃﻥ" ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ " ﺳﺤﺒﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺑﺬﺑﺤﻬﻢ .
ﻭﻗﺎﻝ" ﺟﻨﻜﻴﺰ " ﻣﻘﻮﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ :"ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻏﺪﺭﻭﺍ ﺑﺈﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ..." لا تقتلوا أسودكم ..فتقتلكم كلاب أعدائكم !!
عرض وتلخيص د. علوي عمر بن فريد
__
المصدر: ابن الأثير: الكامل في التاريخ 10/ 404.