د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
أيها الجنوبيون خلافاتكم ستدمر كم !
نداء إلى كل جنوبي حر شريف يحب وطنه أناشدكم أن تتقوا الله في وطنكم وفي شعبكم وأقول لكم :
نعم تاريخنا مخضب بالدم منذ أوائل الستينات ؛ قتلنا خيرة رجالنا وسحلنا علمائنا وطردنا كوادرنا ، وشتمنا الشرفاء ، ورفعنا السفلة وأنصاف الرٍّجال ، وهمشنا المبدعين . ووضعنا المهرجين والمجرمين في مواقعهم ، وفي حمئة الصراع الجنوبي ضيعوا البلاد والعباد .. وباعوا الجنوب وشعبه حتى سيطر عليه الدخلاء بموانئه ونفطه وغازه وخيراته كأنه من أملاكهم الموروثة والمنقولة ..وأصبح الجنوب من باب المندب وحتى المهرة أسيرا مكبلا بجيوش الاستعلائية الزيدية وأصبحنا مطيةً لكل مشاريع الوهم ولكل الأوغاد الذين ضحكوا علينا وهم مع الأسف منا وفينا .
تاريخنا في الجنوب ثورات كاذبة ومشاريع وهمية بلا مكاسب ،سرنا خلف الوحدة الكاذبة .. فتبَّاً لوحدة تسرق وتنهب و لم تشبع جائعًا ، ولم تكس عاريًا ، ولم تعلم جاهلا ، ولم تعز عزيزا !!
وحدة جلبت معها الخراب والدمار ومن على هذا المنبر أوجه هذا النداء إلى كل حر شريف في الوطن الجنوبي وأقول لهم :
خلافاتكم التي يزرعها أعداؤنا هذه المرة لن تدمر الوطن الجنوبي وحده بل ستدمركم معه أتدرون لماذا ؟
لأنكم ارتضيتم أن تكونوا مطايا تحمل مشاريع خارجية للعديد من الدول التي تشعل الفتن والحروب في وطنكم وكل منها يخوض حروبه بالوكالة بأيدكم أنتم !!
الشماليون أتقنوا لعبة الحرب منذ وقت مبكر لأن لهم تجارب سابقة ويمتلكون خبرات واسعة ، ومصطلحات الخيانة والعمالة لم تعد تغضبهم فقد تعودوا على ذلك وهم منذ البداية تبادلوا الأدوار وقسموا أنفسهم إلى معسكرين قسم مع الحوثي وقسم مع الشرعية بل وأكثر من ذلك "ومن فاته اللحم ما فاته المرق "!!!
الأب في جهة والابن مع الجهة الأخرى ...واللاعبون الكبار في الساحة اليمنية كلها دول تملك إمكانيات هائلة وتحالفات واسعة و لها مصالحها ومشاريعها وأجنداتها الخاصة بها وأدواتها و ضحاياها ووقودها هم من عامة الشعب ولن تخوض الحرب بأبنائها نيابة عنكم !!!
ومنذ اشتعال الحرب في عام 2015م وحتى اليوم لم تتوقف ، فأين أنتم من هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس وبأيديكم أنتم ؟؟!!
الشماليون أتقنوا اللعبة أكثر منكم يا نخب الجنوب.. فهم لا زالوا يطبقون نفس شعارهم الذي رفعوه في الستينات من القرن الماضي " بالليل ملكي وبالنهار جمهوري " واليوم فريق مع التحالف وفريق مع الحوثي ..ويتبادلون لعبة الكراسي و الكر والفر بكل براعة وهم متفقون على هذا التكتيك منذ عهد أبرهة الأشرم وحتى أيام عبدالملك الحوثي والزنداني !!
هم يتحكمون في المشهد اليمني ويتبادلون الأدوار ولا فرق في قاموسهم وتقاليدهم بين الحوثي ومن في الشرعية أو الإصلاح أو المؤتمر وهم عصا واحدة طالما من يتصدر المشهد من نفس المذهب والطائفة !!...
مع فارق أن السادة أولى بالسمع والطاعة وتقبيل الأيادي من القبائل وهم في نظرهم أولى بالولاية ..أما الشوافع في اليمن الأسفل وأهل تهامة في نظر الزيود مجرد رعية لهم والجنوبيون أصبحوا في كيان الوحدة أقل منهم بعدة مرات !!!
الجنوبيون اليوم ليسوا كأجدادهم الأكثر خبرة و دهاء في التعامل مع خصومهم ولكنهم اليوم أقل خبرة تغلبهم عواطفهم وطيبتهم وضعفهم ..قرارا تهم عاطفية انفعالية مبنية على حسن الظن بالآخرين ويحبون المثالية والشفافية ، مكابرون لا يقرؤون التاريخ ولا يعتبرون من الماضي وقد تمزقوا أيدي سبأ بعد "الوحدة الميمونة" علما أنهم كانوا فيما مضى الأكثر ثقافة وحضارة وهم الأشد بأسا والأشرس عدوانية والأكثر حقدا على أبناء جلدتهم وحتى أقرب الناس إليهم ...وفي الوقت نفسه الأكثر خنوعا وخضوعا للغرباء ومن يشاهدهم اليوم يرثي لحالهم !!
في الماضي كان الجنوبيون وليس الكل طبعا يتوزعون على أربعة أحزاب رئيسية وجاء الاستقلال وهم ثلاثة فقط هي :
الرابطة – القومية – التحرير ..ولا داعي لسرد تاريخها فالكل يعرفه .وبعد الوحدة تبعثرت واندثرت وفرخت تيارات عديدة وكل يغني على ليلاه !!
وبعد الوحدة خرج من تلك الأحزاب تيارات وأجنحة متصارعة وشخصيات البعض منها لا يواليه ولا يتبعه حتى ابنه .... شخصيات هلامية تعيش على الارتزاق و تبيع ولاء آتها لكل من هب ودب مثل : إيران وتركيا وقطر وتحمل مشاريع تلك الدول وتدافع عنها باستماتة ..وقامت تلك الشخصيات الهلامية بإحياء النعرات القبلية والمناطقية والعرقية وتوسعت الثلمة في الجسد الجنوبي الواحد وفي ظل هذه الظروف الحالكة السواد انعدمت الرؤية لتصنيف الرجال واختلط الحابل بالنابل ، واليوم كل الأنظار تتجه نجو الجنوب والأعداء يحشدون على الجنوب من كل الجهات وفيه هذه المرة ستكون المعركة الفاصلة وهي أن نكون أولا نكون واللهم نصرك للجنوب وأهله والخزي والعار والهزيمة لأعداء الجنوب .
د. علوي عمر بن فريد