عبدالواسع الفاتكي يكتب لـ(اليوم الثامن):
تعز بين إخلائها من الفقراء وتوطين النبلاء !
في بداية كل عام ميلادي جديد ، يقدم المؤجرون في تعز على فرض جرعة سعرية جديدة على المستأجرين ، غير آبهين بالوضع الإنساني والاقتصادي الصعب ، الذي أرهق كاهل المستأجرين ، الذين أغلبهم من النازحين الفارين من المليشيات الحوثية ، ومن ذوي الدخل المحدود ، مستندين في ذلك لعدم وجود ضوابط صارمة وقوية تردعهم ، وتضع حدا لجشعهم وابتزازههم للنازحين مستغلين ظروفهم ولجوئهم لمدينة تعز هربا من جحيم الحوثيين.
يستخدم المؤجرون حيلا كثيرة ؛ لرفع الإيجار تارة بمبرر احتياجهم للعين المؤجرة ؛ لتسكين أسرهم وأقاربهم، وتارة بذريعة بيعها أو ترميمها وبمجرد إخلائها يتم تأجيرها لآخرين بسعر مرتفع ، ورمي المستأجرين السابقين للشارع ، وإجبارهم على البحث عن بديل وبسعر مرتفع ، الأمر الذي يجبر بعض المستأجرين على الرضوخ لوصولية المؤجر ومحاولة استرضائه.
أصدرت السلطة المحلية في تعز في نهاية العام المنصرم تعميما ، يمنع أي زيادة في الإيجارات ، لكن هذا التعميم لم يوقف المؤجرين من عدم رفع الإيجارات ، والدليل على ذلك عشرات إن لم تكن مئات القضايا المتعلقة بالإيجارات المنظورة أمام أقسام الشرطة والمحاكم ، الأمر الذي يستدعي من السلطة المحلية في تعز ، الحزم في تنفيذ ما ورد في تعميمها الخاص بمنع أي رفع لإيجار المساكن ، وإلزام أقسام الشرطة وعقال الحارات بضبط المؤجرين ، ومنعهم من فرض أي زيادة في الإيجار.
إن استغلال المؤجرين ومن يتواطأ معهم من عقال الحارات لظروف الحرب والوضع المعيشي المزري للمستأجرين ، خصوصا النازحين ، يمثل تخادما واضحا وجليا مع المليشيات الحوثية ، وعقوبة عن سبق إصرار وترصد تمارس بحق النازحين ، الذين أجبرتهم الحرب لترك منازلهم والفرار لمدينة تعز ، ظانين أنهم سيجدون فيها من يخفف عنهم مصابهم ، ويواسيهم ويتلمس همومهم ، فإذا بهم يجدون أنفسهم بين نار النزوح وتكلفته المادية والمعنوية ، ونار ابتزاز وجشع المؤجرين ، وتمالؤ بعض عقال الحارات مقابل بعض المصالح التي تربطهم مع ذوي العقارات.
بات من الضروري والملح ، أن تصدر السلطة المحلية في تعز على وجه السرعة توجيهات صارمة لأقسام الشرطة وعقال الحارات ، بتنفيذ ما ورد في التعميم القاضي بمنع أي زيادة في إيجارات المساكن ، والوقوف بصرامة أمام كل من يحاول الالتفاف على هذا التعميم ، وإني هنا اتساءل هل يراد إخلاء مدينة تعز من الفقراء والكادحين وتفريغها أيضا من الطبقة المتوسطة وإبقائها لطبقة النبلاء والأرستقراطيين ؟!
#عبدالواسع_الفاتكي