د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

رباعي الشر في اليمن !!

محور رباعي الشر هو حلف غير معلن تدار أحداثه من قبل أربعة أطراف هي : تركيا وقطر بالتعاون مع كل من :حزب الإصلاح والحوثيين  وإلى جانب تركيا تبرز قطر كداعم للحوثيين أيضًا؛ حيث أظهرت وثيقة مسرَّبة من السفارة الأمريكية في الدوحة ، أن القطريين يموِّلون المتمردين الحوثيين وسبق أن قدَّمت  قطر المعونات المالية لحكومة صالح في حربه ضد الجنوب في عام 1994م؛ بفضل علاقاتها بالإخوان المسلمين في اليمن، والذين وقفوا إلى جانب صالح مع جماعات إرهابية أخرى.
ويمثِّل الإسلام السياسي المحور الأساسي الذي تدور حوله العلاقات التركية- القطرية، والذي يصل تأثيره المدمِّر إلى دول كاليمن، كما تدفع الالتزامات الأيديولوجية المشتركة بين الدوحة وأنقرة البلدَين إلى مزيد من التعاون في مجموعة متنوعة من القطاعات؛ بما في ذلك الدفاع والخدمات المالية والإعلام، وهو تعاون أتاح للإخوان المسلمين اليمنيين الفارين  في تركيا توليد وتوجيه دعم مالي واستخباراتي وإعلامي لتحقيق طموحاتهم المتناغمة مع توجهات (حزب العدالة والتنمية (ومع (  الحوثي والإصلاح )  وهما وجهان لعملة و يمتلكان ميليشيات مسلحة خارج الدولة ويسعيان للسيطرة  على اليمن شماله وجنوبه ليتسنى لهما نهب ما تبقى من ثروات اليمن .
وشمالا يسيطر الإصلاح على محافظة مأرب والتي سعوا لتشكيل دويلتهم المصغرة فيها وينهبوا إيرادات النفط حيث لا يقومون بإرسال الإيرادات للبنك المركزي بالعاصمة عدن .
وبالمقابل تنهب ميليشيا الحوثي إيرادات الموانئ والبنوك في المحافظات التي تقع تحت سيطرتها .
وما يؤكد أن الإصلاح والحوثي وجهان لعملة واحدة بدليل  تجميدهم لجبهات المعارك حيث أوقف حزب الإصلاح معارك التحرير في صرواح ونهم والجوف  ووجه الوحدات العسكرية التابعة له بالانسحاب من مواقع محررة في محافظة البيضاء وتجميد نشاطه الحربي في تعز . واليوم يحشد الإصلاح على شبوة والانسحاب من مأرب بالتفاهم مع حلفائهم الحوثيين !!
وفي تعز كشف مصدر مسؤول بالمحافظة قيام مليشيات الحوثي وقيادات بحزب الإصلاح بعقد اتفاقا سريا على تقاسم النفوذ في المحافظة مقابل قيام الإصلاح بتصفية السلفيين .
وأوضح الخبير العسكري والاستراتيجي خلفان الكعبي أن حزب الإصلاح ومليشيات الحوثي وجهان لعملة واحدة.
وأضاف الكعبي: "إن المتحدث الرسمي للحوثيين يتغزل بحزب الإصلاح وكأننا لا نعلم العلاقة الوثيقة بين الإصلاح والحوثة وهما  وجهان لعملة واحدة".!!
وأكد إن نشر الفوضى وإبقاء اليمن مرتهنا لإيران وقطر وغيرها وبالتالي فإن أجندة الإصلاح تتفق مع الأجندة الحوثية والأدوار مقسمة بينهما.
ويتلقَّى حزب الإصلاح الدعم  من الحكومة التركية من خلال مساعدة حميد الأحمر، الشيخ القبلي البارز  في الحزب، على توسيع إمبراطوريته المالية و التجارية، كما مُنحت الشركات التجارية التركية امتيازات ووكالات في السوق اليمنية، واستقبلت تركيا الفارّين من الحرب  في اليمن ، مستفيدين من اتفاقية إلغاء التأشيرات الموقَّعة قُبيل الثورة بأيام، وفتحت  تركيا مستشفياتها لعلاج الجرحى من أعضاء الإصلاح ، كما قدَّمت مساعدات مالية وعينية بقيمة عشرة ملايين دولار إلى اليمن.وسابقا توالت الزيارات التركية رفيعة المستوى إلى اليمن !!
ولم يكن التقارب التركي- اليمني سوى تقارب بين حزب العدالة والتنمية التركي وفرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، وذلك بفضل أيديولوجية  الطرفَين التي اجتذبت أيضًا طرفًا ثالثًا في الصراع اليمني، وهو دولة قطر؛ فوفقًا لوثيقة مسربة ، تم الكشف عن تخصيص قطر مبلغ 250 مليون دولار؛ من أجل دعم حميد الأحمر، ليقوم بدوره بدعم الاحتجاجات في القوى الأمنية والعسكرية في اليمن والتحريض على التمرُّد.
هاجر الأحمر إلى تركيا قُبيل سقوط صنعاء في يد الحوثيين، وأصبح يُدير مخططه من هناك؛ حيث قدَّمت له تركيا الملاذ الآمن  والفرص  الاستثمارية  الضخمة لأمواله المنهوبة من موارد الشعب اليمني. كما أصبحت تركيا حاضنةً لمجاميع أخرى من أعضاء حزبه الذين يستثمرون أموالهم فيها؛ مستفيدين من تعاون السلطات التركية وأوجه قصورها في ما يتعلق بمعالجة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وهو القصور الذي دفع وكالة مراقبة غسيل الأموال العالمية ، إلى تحذير السلطات التركية من احتمالية إضافتها إلى “القائمة الرمادية” للدول التي تفتقر إلى ضوابط مالية كافية؛ وهي القائمة التي تضم دولًا مثل باكستان واليمن .
ومن بين أبسط الأدلة على قصور النظام المالي التركي الداعم للإرهاب وغسيل الأموال، هو الأرصدة المالية الموجودة هناك، والتي تخص زعيم جماعة الحوثي المتمردة في اليمن عبدالملك الحوثي، وقياديين بارزين آخرين في الجماعة. وقد أعلنت تركيا تجميد تلك الأصول تنفيذًا لقرار الأمم المتحدة في عام 2016م، واستمرت في تجديد التجميد سنويًّا حتى العام الماضي، بينما لم يُنشر بعد خبر تجديد التجميد الذي انتهى في فبراير 2020م    وخلاصة القول:
إنه كلما اشتد الخناق على الحوثي في إحدى الجبهات، أتى الإصلاح لإنقاذه عبر افتعال أزمة هنا وهناك".
 ويحدث عكس ذلك عند رد فعل الشعب على أي جريمة يرتكبها الإصلاح، حيث تأتي تعزيزات الحوثي لإنقاذه، كما تربطهم وسائل إعلام مشتركة لتغطية جرائمهم!!
د. علوي عمر بن فريد