د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

وعادت الجاهلية إلى اليمن !!

كان اليمنيون ولا زالوا يفخرون ويتباهون بحديث نبي الأمة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم الذي يقول "الإيمان يمان والحكمة يمانية " ولكن واقعنا اليوم لا يتطابق مع ما يجري من حروب وفتن بين القوى التي تتصارع في اليمن ، وبلغت أعداد القتلى والجرحى والمشردين بعشرات الآلاف وأعداد كبرى اختفت، و مساجين لا يعلم مصيرهم إلا الله الذي حرم إيذاء الإنسان وقتله، وإذا كان العرب قبل الإسلام قدموا نماذج بشعة في الاقتتال والسلب والنهب ، فإن أهل اليمن يقدمون أيضا نماذج مؤلمة هي الأسوأ منها بعد الإسلام، فالدين جاء لوضع قاعدة أخلاقية، بين المواطن والحاكم، لكن ما نراه اليوم، يثبت أننا لا نخضع لقواعد الإسلام ولا الجاهلية، وندور في فلك دموي لا حد له …لقد كان الموت في ثقافات كثيرة، منتجا، فأنت تعرف لماذا تقدم دمك، وتعرف انه لن يضيع هدرا، وسيقطف ثمار تضحيتك غيرك، لكننا في العالم العربي عامة واليمن خاصة فوق مساوئنا التاريخية، نقدم موتا غير منتج، غير مفهوم الأسباب، ولا يتم حتى توظيفه من اجل الأحياء، ويكفينا إدانة لأنفسنا سردنا للأرقام كل يوم، لكن لا أحد يتحدث عن وجوه الأبناء والأمهات، وأحزان الأهل ، وأحلام الضحايا، ومن بكى عليهم، ومن تألم ، ومن خسر كل شيء؟
أطل علينا عام 2021م ومدن وقرى اليمن تتشح بالسواد...رائحة الموت والبارود والرصاص وصلت كل بيت..والدم اليمني يسيل في الجبال والهضاب والرمال.غبار المعارك فوق رؤوسنا .. والألغام تتفجر تحت أقدامنا والأحزمة الناسفة تمزق أجساد شبابنا.. وتنثر أشلائهم ..البيوت تنسف .. والأحياء تقصف والمدن تدمر ..الجوع يفتك بعشرات الألوف من الرجال والنساء والأطفال..الأمراض والأوبئة تنتشر كالطاعون تحصد الأرواح..القرى محاصرة .. والطرق مقطوعة والخوف يسكن النفوس..
لا فرق بين الأحياء والأموات.. الفرق هو أن البعض ميت فوق التراب والآخر تحت التراب..الشعب اليمني منقسم إلى شراذم وفصائل:
- فئة تريد اغتصاب الحكم باسم الرب ونقاء العرق والنسب والسلالة..وتدعي أنها ظل الله في الأرض .. وأنها الوصية على الشعب إلى يوم البعث والنشور !!
- فئة سدنة الجمهورية من بقايا نظام صالح تتحالف مع شلة قبلية فاسدة و عشرات القطط السمان على موائدها شمالا وجنوبا ..وتدين بالولاء لصالح الذي خلعه الشعب ثم قتله الحوثي !!
- حزب الإخوان الشيطاني الذي يتقمص الدين ويتدثر بمسوح الرهبان ويطلق أسراب الانتحاريين من شياطينه يغتالون الشرفاء و يفجرون وسط الآمنين الأبرياء ويزهقون الأرواح باسم الدين .. شياطين ضالة يلقنون السذج الأساطير والخرافات ويكتبون لهم صكوك الغفران و أنهم من طيور الجنة و أن الحور العين تنتظرهم على أبواب الجنة !!
- وفي المقابل النصف الثاني من العصا الذي كان شريكا وحليفا مع صالح في الحكم سابقا وامتطى جواد الشرعية " ويقتات القسم الأكبر منهم على دماء وآلام الشعب اليمني ولا يوجد في دائرتهم إلا فئة قليلة من المخلصين..!!
- الفئة المغلوبة على أمرها التي تطحن في الوسط وهم الشعب "المقهور" الذي يصارع من أجل البقاء حتى أصبحت أحلامه سرابا وبعد هذا كله يدعون أنهم أهل الحكمة والإيمان فما قاله الرسول لا ينطبق عليكم اليوم يا سادة بل على صحابته والتابعين المجاهدين في عهد الإسلام الأول أما أنتم لستم سوى نبتة جاهلية أشد عداوة للإسلام من أبي جهل وأكثر نفاقا من عبدالله بن سلول ...أنتم قرامطة العصر وستحرقكم نار الله في الدنيا والآخرة وعذاب الله أشد وأقوى !!
د.علوي عمر بن فريد