د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
قالوا عن الوحدة ..ونقول لهم !!
نقول لدعاة الوحدة : لا شك أن لهذه الكلمة وقع خاص عند أغلب العرب لاعتقادهم أن سبب ضعفهم وهزائمهم هو تفككهم لدول صغيرة، مع أن الكثير من الدول الصغيرة تمكنت من تأمين حياة عزيزة وكريمة وسعيدة لأبنائها من سنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان إلى سويسرا والنمسا حتى كوستاريكا، كما أن بعض الدول الكبيرة لم تستطع أن تقدم لأبنائها الرفاهية ولا الكرامة مثل إيران وروسيا. ونجحت الحركات القومية في ترسيخ هذه القناعة عند الشعوب العربية مع أن هذه الحركات لم تجلب لشعوبها سوى أسوأ الأنظمة وأكثرها إجراما بما في ذلك اليمن فالوحدة تعني لهم وللمتنفذين منهم الاستحواذ على الثروات الطبيعية ومصادر الدخل والنهب والسلب الخ..ولاشك أن بعض المثقفين والكتاب العرب عامة واليمن خاصة يتفهمون اليوم رفض الجنوبيين للوحدة مع صنعاء وكما قال ذلك الدكتور حسين الوادعي :
((اليمنيون يعرفون الآن أكثر من أي وقت مضى أن الوحدة ليست هوية ولا كرنفالات زاهية وسط محيط من الفقر والفوضى، ولكنها مضمون اجتماعي وسياسي مهموم بحرية الإنسان وكرامته))
((كما عارض الشاعر والمثقف اليمني الكبير عبدالله البرد وني رحمه الله الوحدة اليمنية عام 1990، مع أنه من أكبر المؤمنين بوحدة اليمن ووهمية الشطرين. ومعارضته لم تكن لمبدأ الوحدة بحد ذاته لكن للطريقة العشوائية التي تحققت بها الوحدة والتي جعلته يتنبأ من وقت المبكر بالحرب بين طرفي النظام.))
كما قال الدكتور عماد بوظو :
((من الأفضل لأصحاب الشعارات القومية بدل الطلب من الجنوبيين البقاء في اليمن باسم "الوحدة"، أن يركزوا جهودهم على بناء دولة حديثة موحدة في الشمال تقوم على مبدأ المواطنة كبديل عن رابطة الدم في النظام القبلي الحالي الذي لم يجلب لليمن سوى الحروب. وهذه دولة لا يمكن بناءها بدون آليات ديمقراطية، إذ لا توجد وحدة ولا ازدهار ولا قوة أو منعة بدونها.))
أما خالد الرويشان :
فقد كان رده متشنجا على مبادرة السياسي اليمني علي البخيتي لحل الأزمة السياسية في اليمن ومنح الجنوبيين حق الاستقلال عن الشمال عندما دون الرويشان
على صفحته بالفيس بوك ما يلي :
((سَوّقَ بالأمس للإمام الحوثي ويُسوّق اليوم للانفصال ..هكذا عيني عينك ..وعلانيةً مجنونة وزد لحقتها الكلاب هكذا هُمُ الفارغون من أيّ حُلْم ..حتى من أيّ تجربة حزبية ..رؤوسهم مثل بصلة كبيرة .. تتقرّش كل يوم ..في الواقع مثل أفعى ..عرفناكم ..وخبرناكم إلاّ الوحدة سنقاتل عن أحلامنا ومستقبل أجيالنا أيها العُكْفي الأفعى!!))
و جاءه الرد من الدكتور خالد القاسمي :
((خالد عبدالله الرويشان هذا النكرة الذي جاء فجأة مديرا للهيئة العامة للكتاب وبعدها وزيرا للثقافة ولا يفقه شيئا لا في الشعر ولا في القصة أتذكر حينما كان يركض خلف الدكتور عبدا لعزيز المقالح ليكتب له ويعلمه ماذا يقول وكيف ينطق وحينما كان وزيرا للثقافة واختيرت صنعاء عاصمة للثقافة عام 2008 من منظمة اليونسكو طبع كتب اليمنيين دون إذنهم ولهف مليارات الدولة اليمنية دون أن يعطي للمؤلفين حقوقهم وبعد أن اجتاحت ميليشيات الحوثي منزله في صنعاء توسط له أهله من قبائل خولان من اللصوص وقطاعي الطرق ... هذه الأشكال وهذا ماضيهم في عهد المقبور صالح فبعد أن فقدوا مصالحهم يحاولون التطاول على الإمارات أما المجلس الانتقالي فهو اختيار شعب الجنوب وحاضنته السياسية ويكفي أنه من سيفاوض غدا عن مصير شعب الجنوب )) ونحن نقول :
أتعرفون لماذا يقولون: الوحدة أو الموت؟ ولماذا يرددون الصرخة المستوردة من قم؟ وكل تلك الشعارات التي رفعوها - ولا زالوا - إنما لفرض هيمنتهم والسيطرة على الجنوب وشعب الجنوب ونهب ثرواته .. ففي الجنوب حوصرنا إعلاميا كشعب ثائر يأبى الظلم ومعظم القنوات الفضائية العربية والعالمية جلّ مراسليها ومحلليها من الشماليين ويتعمدون تزييف الأخبار وفبركة الأحداث والمعارك الوهمية والوقائع على الأرض، حتى كشفتهم سلسلة مؤامراتهم وصفقات الخيانة والانسحاب من نهم والجوف و مأرب و الاتجاه جنوبا بالتنسيق والتآمر بين الإصلاح والحوثي في الوقت نفسه يتم قمع الصوت الجنوبي وخنقه وإخفاء الحقيقة ..ويتعرض الصحفيون لأقسى أنواع الظلم والحصار والاضطهاد!!
وقال الصحفي والمفكر الأردني (محمود الرجماني) في إحدى الفضائيات:
"إذا انفصل الجنوب عن الشمال ستكون أكبر كارثة ومأزق وفقر وحروب ستجتاح اليمن الشمالي، بينما الجنوب سوف ينهض خلال 3 سنوات وسوف يسابق الزمن إذن لماذا يردد المتنفذون في صنعاء شعار "الوحدة أو الموت"؟
إنّها العقدة التاريخية والمذهبية للاضطهاد الذي مورس عليهم خلال عقود من الزمن.. ليس حرصا على الدين وهم يعلمون أن المساجد في تريم وحدها أكثر من المساجد في صنعاء وأن الحضارم هم من نشر الدين وقيم التسامح والتعايش في إندونيسيا وماليزيا وسنغافوره وشرق آسيا وبعض مجاهل أفريقيا.
إنها التنفيس عن انتكاساتهم وإحباطا تهم ...عن عقدهم التاريخية بدءًا بالحكم الحبشي فالفارسي ثم التركي ثم التدخل المصري، فالفارسي الجديد القادم من طهران اليوم ، يريدون أن ينسوا عقدهم التاريخية وأنهم ليسوا سوى خليط من تلك الشعوب التي استعمرتهم شمالا فكونت خليطاً من الأعراق والأنساب، ثم يدّعون أنهم أصل العرب!! إن السر الحقيقي لتمسكهم بالوحدة ليس حبا فيها ولكن من أجل السيطرة على موارد الجنوب وفيما يلي نذكر بعض الأرقام :
أن 87% من ثروة اليمن تأتي من الجنوب، ويعتبر الجنوب ثاني دولة في العالم لإنتاج الغاز الطبيعي بعد دولة قطر، كما يعتبر الجنوب أقوى وأكبر دولة في العالم في احتياطي المياه الجوفية".
"و في مجال الطاقة النفطية ينتج الجنوب يومياً 1.600.000 مليون وستمائة ألف برميل بسعر متوسط للبرميل النفط 30$ مما يُعادل 48 مليون دولار يومياً وفي 360 يومًا في العام سيصل إيراد النفط فقط بسعر اليوم 17280000$ وأنا هنا أتكلم عن الحد الأدنى للسعر لكي لا أُتهم بالمبالغة، ناهيكم عن الاحتياطي المقدر بـ50 مليار برميل من النفط الخام. أما الغاز الطبيعي الذي يتم إنتاجه يومياً فقد بلغ 9.7 مليون قدم مكعب بسعر 18$ أي بما يُعادل 17460000$ يوميا وفي 360 يوما في العام ليُصبح إجمالي إيراد الغاز سنوياً 31428000$ مع احتياطي عام من الغاز 70 تريليون قدم مكعب ينافس به الجنوب دولة قطر وروسيا في الإنتاج والتصدير. أما الذهب فتنتج مناجم الذهب في الجنوب سنوياً وبشكل غير رسمي 962619 طن ذهب بمتوسط سعر للكيلو 39000$ والطن يساوى 1000كيلو أي 962619 مليون كيلو فعليكم حسبة المليارات التي تضيع من بين أيديكم!.
أما الثروة السمكية في الجنوب فيُقدر إنتاجها بـ 56 طن أي 56000 كيلو لو قدرنا سعر الكيلو بدولارين فنحن نتكلم عن 1012000$ أي مليون واثني عشر ألف دولار يومياً، ناهيكم عن 11مليار ريال إيرادات الضرائب التي يتم تحصيلها من المنافذ البحرية والجوية والبرية الجنوبية. في محصلة نهائية مليارات المليارات تذهب للشركات الاحتكارية وجيوب المتنفذين الفاسدين ولا يستفيد منها شعب الجنوب صاحب الملكية الشرعية .
د. علوي عمر بن فريد