محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):

انفصال اليمن الذي تريده أمريكا

هناك تحالف أو تقارب أمريكي إيراني تركي.
تقارب أمريكي إيراني اتضح من خلال توجه أمريكا نحو رفع العقوبات على إيران والغاء تصنيف ميليشيات الحوثي بالارهاب.
تقارب تركي إيراني من خلال دعوة اردوغان الولايات المتحدة إلى المزيد  من تخفيض العقوبات على إيران.
تعامل أمريكا مع إيران وتركيا سابقاً تجاه المنطقة العربية يبين الدعم الأمريكي لتركيا وإيران.
وقفت امريكا مع الربيع العربي كوقوف مع ادوات تركيا وإيران.
وقفت أمريكا ضد المملكة السعودية والإمارات بسبب موقفهما ضد الاخوان بمصر ودعم السيسي في تلك الاحداث التي اسقطت مرسي.
وموقف أمريكا اليوم مع الحوثي في اليمن هو نفس موقفها السابق في مصر مع الاخوان.
أمريكا تقف مع الاخوان في المنطقة العربية ومع ادوات إيران وتريد تمكينهما.
تحارب أمريكا أي طرف عربي في دولة عربية تابع او متحالف او موالي  لدولة عربية كالسعودية او الإمارات او مصر ، كما هي ايضاً ترفض ان يكون تابع لروسيا او دولة اخرى خارج المنطقة العربية غير الاتراك او الفرس.
 
من ضوء ما سبق يتضح ان أمريكا ستقف في اليمن مع الحوثي وحزب الاصلاح فرع جماعة الاخوان.
بعد التوجه الأمريكي عبر الرئيس المنتخب الجديد  بايدن والذي اظهر التصعيد الحوثي الذي يسعى للسيطرة عبر ترسيم الحدود السابقة بين الشمال والجنوب في اليمن.
وعبر دعوات قيادات اصلاحية لايجاد تحالف تركي بديل للتحالف العربي في اليمن.
اتضح ان أمريكا تسعى لانفصال اليمن ولكن بطريقة يتقاسم فيها إيران وتركيا.
تكون ادوات إيران كالحوثي مسيطرة على الشمال وتكون ادوات تركيا مسيطرة على الجنوب.
 
بعد نجاح الحوثي بالسيطرة على الشمال وترسيم الحدود السابقة ، وعبر التحالف التركي الذي سيكون مهمته اولاً السيطرة على الجنوب كاملاً  من خلال القضاء على المجلس الانتقالي الجنوبي ، بعدها سيتدخل المجتمع الدولي بقوة لايقاف تركيا من التقدم نحو شمال اليمن ويتم اعلان الدولتين وفق انفصال تكون فيه دولة لأداة إيران في شمال اليمن ودولة لأداة تركيا في جنوب اليمن.
لن تقف أمريكا مع المجلس الانتقالي الجنوبي وستقف ضده بقوة وذلك لعدة أسباب.
منها تبعيته لدولة عربية وتقاربه مع روسيا .
هي فقط تقف مع أي اداة تتبع إيران او تركيا عقائديا وليس تتبعهما سياسيا.
أي انه حتى لو كان الانتقالي متحالف مع إيران سياسياً ستقف أمريكا ضده وستدعم اداة تركيا أو اداة إيران  للتخلص منه.
 
لمواجهة هذه المؤامرة نحتاج للتمسك بالوحدة ونحتاج التوحد اليمني  عبر تحالف ثلاثي يمني داخلي ضد المخطط الأمريكي الإيراني التركي.
التوحد الثلاثي يضم الانتقالي الجنوبي وبعض من الجماعات السلفية الغير متأثرة بالاسلام السياسي كطرف اول والاحزاب القومية كالناصري والاشتراكي كطرف ثاني.
وحزب المؤتمر بعد توحيد جناح هادي وجناح صالح كطرف ثالث.
وهذا التوحد الثلاثي الداخلي اليمني يجب ان يتوحد خلف توحد ثلاثي عربي يضم المملكة والإمارات ومصر.
توحد اطراف اليمن داخلياً وتوحدها خلف توحد التحالف العربي المتمثل بالمملكة والإمارات ومصر قادر على افشال المؤامرة والمخطط الأمريكي الإيراني التركي ضد اليمن.ً