عبدالواسع الفاتكي يكتب لـ(اليوم الثامن):

قلق المجتمع الدولي طوق نجاة للحوثيين !

تقصف المليشيات الحوثية بكافة أنواع الأسلحة المدن الآهلة بالسكان ، تهجر مئات الآلاف ، تقتل النساء والأطفال والشيوخ ، تركتب أبشع الجرائم في حق المدنيين ، تنتهك القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان ، كل ذلك غير كاف لأن يعبر المجتمع الدولي عن قلقه عن الوضع الإنساني في اليمن .
عندما يقم الجيش الوطني ومعه كل أبناء اليمن الشرفاء، بالقيام بواجبه الدستوري في دحر فلول المليشيات الحوثية، وإنهاء انقلابها على الدولة والجمهورية ، فضلا عن الدفاع عن المدنيين ، سرعان ما يقلق المجتمع الدولي على الأوضاع الإنسانية في اليمن ، ويعبر عن خطر استمرار المعارك على حياة المدنيين ، ويكثف جهوده لوقف إطلاق النار ، داعيا لحل سياسي ، يزعم أنه سينهي الحرب ويحقق السلام الدائم .
بهكذا تعامل ،  يرى المجتمع الدولي هجمات الحوثيين على المدن السكنية أنها تدابير وقائية ! يقوم بها الحوثيون لحماية المدنيين ! أو أنها خطوات محمودة ، تمهد لإحلال السلام ، والدليل على ذلك صمت المجتمع الدولي المطبق عند شن العصابات الحوثية هجومها على المدن والتجمعات السكانية ، وفي المقابل عندما تحرز قوات الجيش الوطني تقدما في مهتمها الوطنية في الدفاع عن المدنيين ، وتحرير الأرض من قبضة مليشيا الكهنوت والخرافة ، يطل علينا المجتمع الدولي بقلقه منقطع النظير ، ويتباكى على حال المدنيين ، ويحذر من أن استمرار الحرب يشكل خطرا على حياة الملايين من اليمنيين ، وبالتالي فعلى الجيش الوطني وقف إطلاق النار ؛  لتستعيد مليشيات الحوثيين أنفاسها ، وترتب صفوفها ، مستمرة في التنكيل باليمنيين .
  فشل الحوثيون في اقتحام مأرب ، فتذكرت أمريكا وعدد من الدول الأوروبية إدانة هجمات مليشيات الحوثيين على مأرب ، والعجيب أن السلطة الشرعية فرحت جذلا بهذه الإدانات المتأخرة ، إدانة الحوثيين من واشنطن وعدد من العواصم الأوروبية ذر للرماد على عيون السلطة الشرعية ، وضحك على الذقون ، فكم من بيانات إدانات سابقة استهلاكية ، الهدف منها تجميل صورة أمريكا وغيرها من الدول الأوروبية أمام شعوبها وأمام السلطة الشرعية ،  إضافة للحرص  الشديد على بقاء دور محوري للمجتمع الدولي في الملف اليمني .
 إن صدور بيانات إدانة للمليشيات الحوثية من الدول الكبرى هو بمثابة طوق نجاة لتلكم المليشيات ؛  حيث تدين تلكم الدول ما تصفه بالتصعيد العسكري للمليشيات ، لكنها تبذل جهودا كبيرة لوقف إطلاق النار ؛ تفاديا لهزيمة محققة للحوثيين ، وتعمل جاهدة على الدعوة  لحل يوصف بأنه سياسي ، يكن الحوثيون جزءا مهما فيه ، يمنحهم مكاسب سياسية تعوضهم ما فقدوه من خسائر عسكرية .
ليقلق المجتمع الدولي كما يشاء ، ولينجز اليمنيون مهمتهم في الخلاص من مليشيات الموت والدمار الحوثية ، لامناص من تخليص اليمن من سرطان الولاية والإمامة المزعومة ؛ ليعيش اليمنيون بكرامة وحرية كبقية شعوب العالم الحر .
#عبدالواسع_ الفاتكي