د. خالد القاسمي يكتب لـ(اليوم الثامن):

الجنوب دولة وشعب عبر التاريخ يا إخواننا في الشمال

تحتوي مكتبتي على العديد من الكتب والمذكرات اليمنية جمعتها عبر سنين طويلة

وحينما أطلع على المذكرات والسير الذاتية لقيادات شمالية كان لها دور عبر التاريخ

أتعجب من ذكرهم لعدن في الخمسينات وما كانت تحتويه من تطور في كل مرافق الحياة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية فبعضهم من جاء يدرس في عدن والآخر كطريق عبور أرسلهم الإمام للتعليم في مجالات مختلفة لمصر والعراق وغيرها من الدول الأوروبية

يذكرون عدن بدقة وشعبها المثقف ونظافة أحيائها وما تحتويه من دور سينما وأماكن للترفيه حتى الأكل بالمعلقة والشوكة تعلموه في عدن ويحلمون بأن تصل الشمال للمستوى الذي وصلت إليه عدن

ويذكر الأستاذ أحمد المروني رحمه الله في مذكراته " أنه يتم تعقيمهم قبل الدخول إلى عدن " في أطراف لحج
ويتعجبون من بستان الحسيني الذي يحتوى على أصناف عالمية من الأشجار ويمكثون أيام معدودة في هذا البستان حتى يؤذن لهم بدخول عدن ويصفون القمندان متعجبين من الأشعار الجميلة والطرب الأصيل الذي يستمعون إليه لأول مرة

طبعا العديد من هؤلاء المناضلين توفاهم الله ولكن السؤال لأجيالهم لماذا تتنكرون للجنوب ولأهل الجنوب وكأنهم أتباع لكم وتاريخهم ناصع بالأحداث والتطورات

أرجعوا إلى مذكرات الوطنيين من القيادات الشمالية التي تدينكم وستعلمون كيف كان الجنوب وبفضل وحدتكم إلى أين وصل اليوم ولماذا يطالب أهله بإستعادة دولتهم المنهوبة

د. خالد القاسمي