عبدالواسع الفاتكي يكتب لـ(اليوم الثامن):

رمضان في تعز غير !

بالأمس الساعة الثانية عشرة ظهرا ، كان سعر الكيلو الطماطم 400 ريال ، وفجأة الساعة السادسة مساء من نفس اليوم أصبح سعره 600 ريال ، واليوم الاثنين صباحا سعره 800 ريال ، أما سعر الكيلو البطاط قفز سعره من 400 ريال ليصل 600 ريال .
ارتفاع جنوني للأسعار بين غمضة عين وأخرى ، سعر الكيس الدقيق تجاوز 27000 ريال، كل ما يتعلق بمأكل ومشرب المواطن ، سعره تخطى قدرة المواطن الشرائية بصورة تفوق الخيال ، نحن أمام جائحة سعرية متزامنة مع جائحة كورونا ، بمجرد انتقالك من شارع  لآخر أو قولك للتاجر : سأعود لك بعد قليل ؛ لأسلمك بقية المبلغ تجد زيادة في السعر ، عداد الغلاء مستمر بالتصاعد على مدار الساعة .
ما ينفقها التجار أو ذوو رؤوس الأموال من تبرعات ، لكورونا أو لدعم الجيش الوطني ، أو التي يمنحونها للفقراء والمساكين مباشرة ، أو عبر الجمعيات ، يتم استردادها بزيادة سعرية للمواد الغذائية والاستهلاكية أو الأدوية ، والنتيجة أن المواطن هو الذي يتحمل أعباء الحرب والفساد والانهيار الاقتصادي .
أضحت حياة المواطن في تعز جحيما،  تدن لقدرته الشرائية ، ارتفاع لسعر المشتقات النفطية ، مما ضاعف من تكلفة نقل البضائع ، ملاحقة للغاز المنزلي الذي ارتفع سعره خلال الثلاثة أشهر الماضية  2000 ريال ، فضلا عن عدم توفره بانتظام ، شوارع تعز مكدسة بالقمامة مياه الصرف الصحي تجري أنهارا في حارات وشوراع المدينة .
في الوقت الذي يدفع فيه المواطن في تعز ثمن الحرب والحصار والفساد ، وفي الوقت الذي تنهار فيه العملة الوطنية  ، يجد المواطن ازدهارا غريبا ومستغربا في سوق الصرافة ، كل أسبوع نشهد افتتاح عددا من المصارف ، يحتض شارع واحد لا يتعدى طوله مائة متر ، ما لا يقل عن عشرة مصارف ، أما الصيدليات فعددها يفوق عدد العيادات والمستشفيات بأضعاف مضاعفة ، طبقة جديدة من الأثرياء تشكلت على حساب  قوت ومعاناة المواطنين ، تزداد ثراء ، طالما استمرت الحرب باستمرار انقلاب المليشيات الحوثية ، وطالما ظلت السلطة الشرعية غائبة عن الوطن ،  ملطخة بالفساد ،  وبهذا الأداء الهش والضعيف .
#عبدالواسع_الفاتكي