محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
عنصرية الحوثي على اليمنيين كعنصرية إبليس على آدم
العنصرية داء عضال ، ما حلت في مجتمع إلا وحل الصراع والكراهية والجاهلية.
بل تعتبر العنصرية قبر المجتمع لأنه ينتج عنها سوء الاخلاق كالكبر والعنجهة وتقود نحو الغرور ومثلما كان غرور الشخص بنفسه مقبرةً لموهبته كان الغرور بالانساب مقبرةً للمجتمع.
كان إبليس طاووس الملائكة ، ولكن مشكلته انه اغتر بأصل خليقته فرفض السجود لآدم وقال انا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين ، فتكبر واغتر وكان نهايته اخرج منها فإنك رجيم.
الحوثي اليوم يدعي انه خير من اليمنيين بنسبه .
وهو بهذه الحال يمارس الكبر والغرور والعنجهية ، ويدعي احقيته بالحكم عليهم ، وهذه الاخلاق والمنهجية يجب التعامل معها بعدم منحه حكم اليمنيين لأنه عنصري.
الافضلية يجب قياسها على ما يقدمه الشخص من عمل حسن خدمة للدين وخدمة للوطن وخدمة للناس فالله تعالى قال وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.
ولا تقاس الافضلية بمن يكون أباك وجدك ونسبك.
ولذا فإن هناك أمثال يمنية دارجة تتطابق مع قياس الافضلية الحقيقية وهي في الأساس تحارب العنصرية كالمثل اليمني الذي يقول ليس الفتى من قال كان أبي ان الفتى من قال ها أنذا.
وايضاً المثل كن ابن من شئت واكتسب أدبا.
ألا تلاحظون أن اصحاب بعض المهن في اليمن اخلاقهم عالية ومتواضعين كالمهن الذي ينظر الناس لمن يمارسها بأنه قليل أصل في النسب كالجزار والحلاق.
والسبب ان هؤلاء لم يكن لديهم غرور بأنسابهم ويعتقدون افضليتهم بالنسب على الغير فيتكبرون ويحتقرون غيرهم.
فالعنصرية تهدم الاخلاق وتورث الانتقامية وكراهية الآخرين.
العنصري لا يجب منحه الحكم ، لأنه مغرور ومنحط اخلاقياً ، ولا يؤمن بالمساواة ، ومن لا يؤمن بالمساواة سيكون ظالماً ولن يحقق العدالة ، ولذا فإن محاربة العنصرية تعتبر ضمان لوجود المساواة والعدالة في المجتمع.