محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
مخطط الحوثي الثلث عسكرياً والكل انتخابياً
ينظر مشروع إيران لليمن شماله وجنوبه على أنها ثلاثة اقسام ، الجنوب ثلثين والشمال ثلث.
حضرموت ثلث وبقية محافظات الجنوب ثلث وكل محافظات الشمال ثلث ، ولذا فإن حصوله على الثلث في اليمن أسوةً بحزب الله اللبناني يتطلب السيطرة على كل الشمال عسكرياً.
كما ينظر مخطط إيران على ان اليمن كلها معركة انتخايية وكسبها يتم من السيطرة على الشمال ذو الكثافة السكانية التي سيمكن اجبار ابناءها بالتصويت لصالح الحوثي مادام مسيطر عليها عسكرياً وهو ما يؤهله لكسب معركة انتخابية تمكنه من حكم اليمن كلها .
ولذا فإن الحوثي يرفض حالياً أي اتفاق لايقاف الحرب مالم يسيطر على الشمال كاملاً ، كون هذا الاتفاق والتسوية السياسية سيفقده السيطرة العسكرية على الثلث ويكون نصيبه السدس في ظل بقاء اليمن دولة واحدة او الثلث في شمال اليمن اذا تم الانفصال.
اي ان مخطط الحوثي يتطلب السيطرة على الشمال عسكرياً ليؤهله للسيطرة على الجنوب في ظل بقاء الدولة الواحدة عبر معركة انتخابية يستطيع كسبها برلمانياً ورئاسياً.
او حصوله على دولة مستقلة خاصة به في الشمال في ظل انفصال الجنوب عن الشمال.
لمواجهة مخطط الحوثي بناءً على مقياس السيطرة العسكرية على الارض ، كان يفترض ان لا يتم الجلوس مع الحوثي في مفاوضات وابرام اتفاق لايقاف الحرب إلا بعد تحرير ثلثين من مساحة شمال اليمن مما يقود لتحجيم الحوثي على الارض وتحجيمه أكثر بعد خوض معركة انتخابية لا يمكنه الانتصار فيها لأنه لا يوجد لديه اصوات انتخابية تحت سيطرته تؤهله للفوز بأغلبية برلمانية أو فوز رئاسي .
في ظل سيطرة الحوثي على غالبية شمال اليمن ، فما نخشاه ان تكون عملية السلام مجرد خداع لا يسلم فيها السلاح ، وينتج عنها خوض انتخابات بشكل غير نزيه يفوز فيها الحوثي بطريقة اجبارية مادام غالبية الناخبين في مناطق سيطرته وهو ما يمنحه شرعية قانونية وتأييد دولي يمكنه ويدعمه من حكم كل اليمن شمالاً وجنوباً.