محمد تقي يكتب:
فضائية لنظام أردوغان تنطلق من واشنطن.. فما السر!
بعد أيام قليلة من فوز جو بايدن بالرئاسة الأمريكية، انطلق البث التجريبي للقناة التركية الجديدة "تاسك تي. في" من واشنطن يوم 16 نوفمبر (تشرين الثاني) وهو ما أكد أن توقيت انطلاق القناة لم يأت اعتباطاً. فمن الواضح أنها جاءت لأسباب سياسية في المقام الأول ولأهداف تتعدي مسألة تعزيز التواصل بين أبناء الوطن الواحد داخل تركيا وخارجها.
وما يعزز ذلك وجود مقر القناة في العاصمة واشنطن دون غيرها من العواصم، خاصة الأوروبية التي توجد فيها الكثافة الأعلى من الأتراك خارج بلادهم، مثا العاصمة الالمانية برلين وغيرها من عواصم أوروبا.
فلا يعقل أن يكون النظام الذي يغلق القنوات التلفزيونية للمعارضة، ويصادر صحف غير الموالين للحزب الحاكم العدالة والتنمية التركي، ينشئ قناة من أجل حرية الرأي أو التعبير، أو لتعزير التواصل بين أبناء المجتمع التركي في الولايات المتحدة، كما ادعت القناة في يوم بثها الأول.
قناة لخدمة نظام
ففي أول حلقة للقناة الجديدة تم استضافة كل من غوناي سوينج، وخليل موطلو، وهما الرئيسان المُشاركان للجنة التوجيهية التركية الأمريكية، وركز حديثهما بالدرجة الأولى على دور القناة التلفزيونية الجديدة، في دعم وتعزيز العلاقات التركية الأمريكية.
وهو ما يشير الى تعويل النظام التركي على أن تكون هذه القناة التلفزيونية حلقة تواصل مع إدارة جو بايدن، في ذلك التوقيت الصعب الذي تتراجع فيه العلاقات بين البلدين مُقارنةً مع أيّام إدارة دونالد ترامب السابقة.
ولا يفوتنا أن تلك القناة رغم أنها تبث من واشنطن إلا أن كافة البرامج والمواد المعروضة عليها بالتركية، وهذا أيضا يشير الى رغبة النظام التركي في مخاطبة المجتمع التركي العريض الذي يعيش بالولايات المتحدة، والمتأثر بالداعية المقيم في ولاية بنسلفانيا فتح الله كولن، فالمجتمع التركي الأمريكي، يتمتع بقاعدة عريضة من حيث عدد السكان، 300 ألفاً.
جدير بالذكر أن غوناي سوينج وخليل موطلو صرحا في أول حلقات قناة "تاسك تي. في" بأن القناة ستُواصل طريقها في مُكافحة أنشطة الإرهاب، مثل منظمة غولن، واللوبي الأرمني، وهو ما جاء بعد ان بعث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة مرئيّة للتهنئة بانطلاق بث القناة.