محمد تقي يكتب:
الفارس الشهم.. محمد بن زايد
بمجرد وقوع الزلزال، الذي دمر مناطق واسعة في تركيا وسوريا، جاء رد الفعل الإماراتي بتوجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، قيادة العمليات المشتركة ببدء عملية "الفارس الشهم-2" لدعم الشعبَين السوري والتركي.
وقد كان التنفيذ العاجل، بعد أن وصلت، أمس الأول الاثنين، أولى طائرات المساعدات الإماراتية إلى مطار "أضنة"، جنوب تركيا، على متنها فرق من عمليات البحث والإنقاذ، ومجموعات من الطواقم الطبية، والمعدات المخصصة للتعامل مع مثل تلك النوعية من الكوارث.
كما قام "أبو خالد" بإعطاء التوجيهات لإنشاء مستشفى ميداني، وإرسال فريقي إنقاذ وإمدادات عاجلة إلى المتضررين من الزلزال في كل من تركيا وسوريا.
وليس غريبا أن تكون دولة الإمارات في مقدمة الدول، التي ترسل مساعدات عاجلة إلى سوريا وتركيا، فمواقفها المشرفة مع مختلف دول العالم في أثناء جائحة كورونا العالمية تشهد على شهامتها قيادة وشعبا، حتى لم يعد لـ"الشهامة" سوى إعراب واحد فقط، هو "محمد بن زايد آل نهيان".
العالم كله يعرف ويقدّر قيمة أبطال الإمارات من الأطقم الطبية وفرق الإنقاذ والإغاثة، وكذلك يشهد على حرفية تعامل هذه الأطقم مع المتضررين من كوارث الطبيعة.
ولا يفوتنا جانب هام في عملية "الفارس الشهم-2" وأي دعم أو مساعدات تقدمها دولة الإمارات لأي دولة منكوبة بأزمة أو كارثة طبيعية، ألا وهو عدم تسييس أي موقف إنساني تتخذه دولة الإمارات، وعدم التعامل مع الكوارث الطبيعية بهدف الاستغلال السياسي أو الترويج والدعاية.. فدولة الإمارات لا تنتظر شيئا عند مدّها يد العون والمساعدة لأي دولة أو أي شعب في العالم، لأنها بالأساس تؤمن بأهمية الحفاظ على أرواح البشر كافة، أيا كانت جنسياتهم أو ألوانهم أو عقائدهم أو مذاهبهم.
لا هدف لدولة الإمارات، عبر مساعدتها الأشقاء المتضررين من كارثة الزلزال في سوريا وتركيا، سوى إنقاذ الإنسان -أي إنسان- على هذه الأرض، والذي توجب مبادئ دولة الإمارات حمايته ودعمه، لذا فإن أرقى ما في طوق النجاة الإماراتي أنه غير مشروط إلا بمقومات العمل الإنساني الشريف، والذي هو أسمى ما في الأخوة الإنسانية، والتي تتجلى صورها في أوقات المِحن، وليس كما تفعل دول عظمى، لا تقدم إلا إذا أخذت، ولا تمنح إلا إذا كان هناك مقابل.
أخيرًا.. ندعو الله أن يخفف الألم عن المتضررين من الأحداث الكارثية الأخيرة في سوريا وتركيا، وها نحن نقف صفا واحدا خلف قيادة دولة الإمارات الرشيدة، التي تقدم للعالم أجمع دروسا في حماية وصون حقوق الإنسان بالأفعال، لا بالمزايدات.