مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):
جودة النخبة اليمنية واستراتيجيتها
دمرت حرب الإبادة الجماعية القاعدة الاقتصادية الهشة لرواندا في 1994 وهو بلد ريفي ، وبعد الحرب وقعت النخبة الرواندية اتفاق سلم و بدأت الحكومة برنامجًا استراتيجياً لتحسين اقتصاد البلاد ، حيث دخلت رواندا فترة من النمو الاقتصادي استطاعت خلال فترة قصيرة تسجيل نسبة 8 ٪ من النمو اقتصادي ، وهو رقم قياسي حافظت عليه منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا ، مما جعلها أحد أسرع الاقتصادات نموًا في إفريقيا ونجحت بذلك في الحد من الفقر وفي تطوير شبكة البنية التحتية للبلاد بسرعة.
دول الخليج التي نراها اليوم في قمة تطورها ، منذ البداية قامت نخبتها باتباع استراتيجيات اقتصادية تقف على الموارد والمصادر المتاحة لديها واولها النفط والموانئ وعلى مقياس و نهج واسع وطويل الأجل ، فتحت من خلالهما ابواب استراتيجيات اخرى تطويرية كالتعليم والصحة والطرقات والكثير من البنى التحتية ، وهي اليوم في مصاف الدول المتقدمة ، ولديها استراتيجية الصناديق المالية المستقبلية لتأمين وحماية اقتصاد الدولة و الاجيال القادمة .
هل توجد في اليمن نخبة سياسية واقتصادية بحق وحقيقة غير العسكرية ؟ ، اما ان البلاد اصبحت مجرد معسكر مفتوح للاستراتيجيات والعقليات القبلية وتجار الحروب وصراعاتهم على السلطة والثروات ؟ ، اين اختفت النخبة السياسية والاقتصادية اليمنية ؟ الى اين تذهب موارد البلاد الضخمة من النفط والغاز والاسماك والضرائب ؟ ولماذا الى يومنا هذا لم تُكتب او تُقدم اي استراتيجية وطنية تنموية في المناطق المسمى بالمحررة لتكون نموذجاً يحتذى به؟ .