سعيد عبدالله بكران يكتب:
الانتقالي.. والتنازلات المؤلمة
كانت التنازلات مربوطة بفصل ملف الخدمات في المناطق الجنوبية عن الصراع، وكانت مربوطة أيضاَ بتعهد الراعي للاتفاق بعدم الذهاب لأي حلول وحوارات بدون حضور الانتقالي كطرف
ظل ملف الخدمات ورقة تستخدم ضد الانتقالي وأصبح وجوده في الاتفاق وحكومة الاتفاق أزمة له ولقاعدته الشعبية، وتنصل الراعي للاتفاق عن تعهداته في ملف المفاوضات، بل زاد من عملية الخنق والمقايضة بأبسط الحقوق الخدمية.
وحرك أدواته للحديث مع جمهور الانتقالي عن فشل ممثلهم لا عن فشله هو في الحفاظ على الاتفاق وحتى استثمار تنازلات الانتقالي بطريقة إيجابية وأكثر ذكاء وأقل عدائية.
السعودية فشلت في الشمال بالشرعية وليس بالانتقالي لكنها تعتقد أنها ناجحة في الجنوب بالشرعية لولا وجود الانتقالي.
والحقيقة هي انه لولا فشل الشرعية في الجنوب واحتوائه لما احتاج الجنوبيون لممثل لهم اسمه الانتقالي.
كان اتفاق الرياض مفيداً للشرعية اكثر من الانتقالي لكن عقلية الجماعة التي تملكت شرعية الدولة وادارت بها السعودية الصراع حولت الاتفاق لسجن انفرادي يسجن فيه الانتقالي وحده مع جمهوره واحتياجاته الأساسية.
واصبحت حكومة اتفاق الرياض محسوبة على الانتقالي وحده وعليه وحده ان يتحمل تبعات افشالها المتعمد ومسؤولية الراعي للاتفاق تحولت من ضمان انجاحه والنجاح لحكومته إلى جهود متواصلة لافشاله فقط من أجل أن يحسب الفشل على الانتقالي وينتهي بدون الحاجة لغزوة فجر صادق جديدة.
اليوم على الانتقالي ان يقول حسناَ اذا كان سعيكم هو افشال حكومة الاتفاق فليكن سعينا كلنا فإذا كتب الغباء السياسي علينا الفشل وحدنا سيكون الواقع فشل لنا ولكم.. إما ونجحنا معاَ او سقطنا جميعاً.. وبصر الله.