د. خالد القاسمي يكتب:

الزعيم التونسي بورقيبة ... ودرس للقذافي عن الوحدة العربية

تمر السنين وتبقى أفكار وأطروحات القادة دروس يجب أن نتوقف عندها 

وكثرت مشاريع العقيد معمر القذافي عن الوحدة العربية من المغرب إلى تونس والجزائر ومصر والسودان وسوريا ولم يتحقق منها شي على أرض الواقع ، لأن تفكير القذافي أن مساحة ليبيا الشاسعة التي تقترب من 2000 كيلومتر وعدد سكانها الذي لا يتجاوز مليونين نسمة آنذاك صغيرة في نظره كونه قائد أممي وأمين القومية العربية كما يدعى ويجب أن يكون تحت سلطته كل الدول العربية أو على الأقل الدول العربية في أفريقيا 
 
 وفي عام 1972 طرح معمر القذافي مشروع الوحدة مع تونس ، وكان رد الحبيب بورقيبة " أن الشعوب لا تتوحد إلا عندما تتغير الأدمغة وتتجه نحو توسيع معنى الوطنية التي خلقناها وغذيناها ، والوحدة لزيادة القوة لنكون أقوياء وإذا كنا في هذه الحالة من الضعف والوهن والتأخر العلمي والتكنولوجي فهذا لا يزيدنا قوة ، وإنما زيادة 5 مليون تونسى مع 2 مليون ليبي " 
ويضيف بورقيبه موجها حديثه للقذافي والحضور " لا زلنا في نوع جديد من الإستعمار الجديد وهو إحتياجاتنا لآلاتهم وصناعاتهم ، نحن العرب أحرار في السيادة لكن لا زلنا نحتاج للغرب "
وفي الوطنية يقول " نحن نحب أن نبني الأشياء على الصح ، وعلى الدماغ البشري ، وتغيير تفكير البشر ، الوطنية العربية نؤمن بها ونبنيها على تغيير وتفكير البشر "
ويوجه حديثه للقذافي وتدخله في شؤون الدول الأخرى بهدف تغيير أنظمتها " كل دولة حرة بنظامها ، ولديها قواها لتحسينه أو تغييره ، نحن لا نتدخل في شؤون غيرنا ، حتى لا نكون فتنة ، ولا نشجع الثوار ونرسل الأسلحة ، ونتحدى بريطانيا ضد الإيرلنديين الذين هم أقرب للإنجليز منذ قرون "
وعن خلافه مع القذافي يقول " الخلاف بيني وبين العقيد القذافي ليس بما يخص الإتجاه وإنما الهدف البعيد ، والهدف البعيد لا يرفضه أحد لأنه يزيدنا قوة وهيبة ووزن ، ولكن يجب أن يبنى على أساس حتى لا نقع كما وقعنا في التجارب السابقة من هزائم وفضائح ومركب الخوف والهزيمة ، العقيد القذافي تنقصه التجارب ، وينقصه كيف تتغير الأدمغة ، كما ينقصه تكوين الوطنية "
كلام الزعيم بورقيبة منذ حوالي 50 عام ، وعلينا أن نتصور أحوال الأمة العربية منذ تلك الفترة وحتى اليوم هل تغيرت الأدمغة ، وهل تغير التفكير ، وهل أستفدنا من الكوارث التى مرت بالأمة !!!
*د. خالد القاسمي*